نقديات الجمعة: رواية( اولاد حارتنا ) لنجيب محفوظ : الرواية التي أصبحت قراءتها جريمة وتطاولا على الذات الالهية .

شأنكم13 مايو 2022آخر تحديث : منذ 3 سنوات
شأنكم
أخباروطنية
نقديات الجمعة: رواية( اولاد حارتنا ) لنجيب محفوظ : الرواية التي أصبحت قراءتها جريمة وتطاولا على الذات الالهية .

بقلم ناصر الحرشي…………..FB IMG 1652444130397 - شأنكم Tv ( اولاد حارتنا ) الرواية التي أصبحت قراءتها جريمة و تطاولا على الذات الإلهية.
المحاولة التي اخدها نجيب محفوظ على عاتقه في اولاد حارتنا أثارت عاصفة من الأسئلة و النقد ثم الهجوم و التجريح في حق صاحبها و لاسيما من طرف أصحاب الأنظمة الفكرية المغلقة، هي محاولة جبارة بلا ريب في مجتمع محافظ و تقليدي رغم حداثته كالمجتمع المصري. فمن خلالها اراد نجيب محفوظ ان يعيد كتابة تاريخ البشرية منذ ان وجد في الكون الانسان الاول ( ادم عليه السلام ) و هذا لا يعني ان الروائي تحول الى مجرد مؤرخ فهو يظل في اولاد حارتنا كما في الكثير من أعماله روائيا و مؤرخا يعرض الأحداث لكن مع ابراز وجهة نظره منها. كل ما هنالك هو ان المؤرخ يقدم لنا نظرة موضوعية عن العالم، في حين أن العالم الذي يقدمه لنا الروائي هو عالم ذاتي حتى لو كانت مادته تاريخية بامتياز، فسلطة المتخيل تطغي بشكل لافت على سلطة الواقع التاريخي. ولكن هل من الممكن ان نتحدث عن ادم من غير ان نتحدث عن الله و عن الأرض و الملائكة و ابليس و عن الحلم المستحيل في استعادة الفردوس ؟ و لكن كيف الحديث عي هؤلاء كشخصيات في هذه الرواية الرجيمة كما وصفها علماء الأزهر بارض الكنانة من غير انتهاك للقدسيات و التجديف في حق الذات الإلهية كما روج لذلك بعض النقاد ذووا الحساسيات الدينية المفرطة ؟ في هذا النص القلق و المقلق تحدث نجيب محفوظ عن احدى الحارات بمدينة القاهرة في اواخر القرن التاسع عشر و هي مكتظة بالسكان و سكانها يسعون الى الرزق بكل السبل ( فتوات، عاهرات، حشاشون, قتلة، باعة خضار، حكواتية، باشاوات، افندية.) و الحارة ( اشارة إلى الكون ) معروفة باسم مؤسسها الجبلاوي ( اشارة الى الخالق سبحانه ) الذي تحدى الوحشة و قطاع الطرق و شيد بيتا في صحراء مقطم و حول هذا البيت امتدت الحارة و عمرت، و فيها تكاثرت ذرية الجبلاوي و ازدهرت و فيها ايضا ذلت و انقسمت و اصبح بعضها لبعض عدو. فظل ابناؤه ينعمون في حديقته الغناء ( اشارة الى الجنة ) بلا كد و لا كدح حيث ظنوا ان فرحهم هذا و رغدهم سيكون ازليا لكن الجبلاوي غضب يوما من عقوق ابنه البكر ادريس ( اشارة الى ابليس ) ثم من اخطاء ابنه ادهم ( اشارة الى ادم ) فطردهم جميعا من بيته الكبير و حديقته الغناء ليعيشوا الشقاء و الدم في العراء. رواية اشكالية اخدت الكتير من النص القرآني و حاولت ان تعيد الاعتبار للتاريخ الانساني باختلالاته و اعطابه الحضارية. فهذا العمل الابداعي الجريئ عد في نظر الكثير من الدوائر الفكرية و الدينية المحافظة تطاولا على المقدس الديني و تدور في فلك الثالوث المحرم. لقد قدم لنا الكاتب المصري في هذا المولود الحكائي مفهوم الله في رحلته الرمزية ( جورج طرابيشي ). هلموا جميعا لنقرأ الرواية بعيدا عن عيون و بصاصي محاكم التفتيش.

خبار عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق