يسلط الروائي عبد السميع بنصابر الضوء على حياة البطل “والتر” فيحكي قصة حياته، وكيف نشأ، وكيف نبذه المجتمع الامريكي، والذي مر به في حياته حتى أصبح مدققا ومترجما لغويا بمنظمة “ايتش آر آو” ويتحدث أيضا عن الذين ساعدوه في نشأته، مثل والدته “روز” التي اعتنت بابنها بعد وفاة والده عبد السلام تفروين الأب المغربي الذي شارك في الحرب الأوربية ضد النازية. يوجد أيضا صديقه شارلي أشهر أساتذة الاركيولوجيا بشيكاغو، شخصية طوعت البحث العلمي خدمة لمصالحه الشخصية.
لم يسلط الكاتب كل الضوء على حياة والتر فقط، بل تناول أيضا وبشكل كبير المهمة العلمية التي يقودها هذا البطل ذو البشرة السوداء التي كانت سببا في نبذه من محيط أمه، وسببا مباشرا في تخلي حبيبته عنه، بقرية مغربية شمال المغرب، بقرية تسمى بويفيغر نواحي العرائش.
ذيل الثعبان رواية تضمنت بعدا تاريخيا تجلى في الحروب الاوربية والحضارات المتعاقبة في تاريخ المنطقة المغربية، الاساطير التاريخية في الحضارات الغابرة…)، رواية يمتزج فيها الحدث التاريخي مع الحدث العلمي، والحدث النفسي للراوي.
فالرواية تقدم وجبة تاريخية نفسية دسمة (أساطير، حرب، متخيلات…).
يقترح الروائي حبكته الروائية على شكل رحلة يقوم بها السارد “والتر” في مهمة بحثية تاريخية إلى المغرب، فالسارد يقص مسار رحلته إلى ضريح بويفيغر من مبدئها إلى منتهاها بضمير المتكلم.
تطرح الرواية كثيرا من القضايا المهمة: سرقة البحوث العلمية الاكاديمية، سرقة الكنوز، سرقة التحف، المخدرات، الهجرة القروية، العنصرية، البعد المادي الانتهازي للبحوث الاكاديمية، منظمات استغلالية في توب ناعم…
لغة بنصابر، لغة عربية فصحى سلسلة ورنانة، هذا الاسلوب اصبح منتشرا بين الكتاب الشباب.
في النهاية جميلة جدا انصحكم بقرأتها، ويمكنك أن تبدأ قراءة بها، أو تنصح أحد بأنه يبدأ قراءة بها…
قراءة في رواية “ذيل الثعبان” عبد السميع بنصابر
