في مشهد صادم وغير مسبوق، يشهد سوق الأحد، القلب النابض لمدينة أكادير، انتشارًا مقلقًا لظاهرة التسول المقنّع تحت غطاء الدين و”السماوي”، وسط غياب حازم لبعض الأجهزة المسؤولة، مما أصبح يُشكل مصدر إزعاج كبير للمواطنين والسياح على حد سواء، ويهدد سمعة المدينة كوجهة سياحية آمنة ومضيافة.
فبمجرد ولوجك جنبات السوق، تُطاردك أصوات ونداءات مبهمة تارة، وعبارات دينية مغلفة بترهيب واستجداء تارة أخرى، في مشهد يُثير الريبة ويبعث على القلق. أطفال، نساء، وشباب يتقمصون دور الوعّاظ أو “الرقاة” أو “أصحاب البركات”، يمارسون التسوّل بأساليب مخادعة تمسّ كرامة المارة وتستغل ضعف البعض باسم الدين، دون أي حرج أو وازع قانوني.
ورغم التدخلات الإيجابية التي قامت بها عناصر شرطة الزي والهيئة الحضرية، والتي تستحق كل الشكر والتقدير، إلا أن الوضع ما زال خارج السيطرة، ويتطلب تدخلًا أكثر صرامة من قبل عناصر القوات المساعدة، خاصة في محيط السوق الذي أصبح مرتعًا لهؤلاء المتطفلين الذين يُسيئون للدين وللذوق العام.
المؤسف أن هذه الظاهرة لم تَعُد مجرد مشكل اجتماعي عابر، بل تحوّلت إلى تهديد صريح للنظام العام، وتُسهم في تشويه صورة المدينة لدى الزوار، ناهيك عن استغلال بعض الأطفال والنساء في هذه الأنشطة بطرق يُشتبه أنها تُدار من قبل شبكات منظمة.
إننا نرفع هذا الصوت عبر هذا المنبر الإعلامي، ليس فقط لتشخيص ظاهرة متفشية، بل لدق ناقوس الخطر والمطالبة العاجلة بتفعيل آليات الردع، وتكثيف الدوريات، وإعادة الاعتبار لفضاء سوق الأحد كمعلمة تجارية وسياحية يجب حمايتها.
فمن يحمي المواطن البسيط من هذه الظواهر الدخيلة؟
ومن يوقف من يستغلون الدين لتكريس التسول والابتزاز؟
وهل ننتظر وقوع الأسوأ لنتحرك؟
إن الرأي العام المحلي ينتظر إجراءات فعلية، لا مجرد تدخلات مناسباتية، تحفظ الأمن والنظام والكرامة، وتحمي صورة المدينة من الانزلاق نحو الفوضى المغلّفة بشعارات زائفة.