خاطرات: دنياه

شأنكم10 أكتوبر 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
شأنكم
ثقافة وفن
خاطرات: دنياه

خرج من معركة التفكير في الحياة الاجتماعية، مهزوما، مهموما، مغموما، كئيبا، حزينا، ذاكرته تحمل جروحا غائرة لن تندمل في أيام معدودات معلومات، أو في سنوات طِوَال، وإذا اسعفه الحظ واندملت ستترك وراءها ندبات في وعيه الخفي، وهو على مشارف نهاية مسيرته التأملية المقلقة، أنهكه تعب تدوين الدروس والعبر ويا ليته لم يفعل، خرج من الدنيا، يساوره الشك هل هو من الأحياء أو الموتى، أفنى سنوات من عمره في تأمل احوال الدنيا وحقيقتها، وما لدنيا من حدود.
نفسه مثقلة بشتى ألوان اليأس والقنوط والحرمان والغم والهم، معركته في الحياة الاجتماعية لم يكتب لها النجاح رغم عمليات التجميل لجل جسمها (الحياة الاجتماعية)، وما زادها ذلك إلا نفورا من القلوب، لكن في الومضة الأخيرة تذكر درس فلسفي عميق جاء على لسان شوبنهاور “التدني الفكري يجعلك تميل للمعاشرة الاجتماعية، والمعاشرة الاجتماعية تجعلك أكثر تخلفا فكريا”.
في رمقه الأخير هام في المأمول تاركا خلفه القائم، فالحياة في الأفق أجمل وأرق من الحياة في الواقع.
لم يترك واد أو فج في الحياة إلا وهام فيه، خَبِرَ الدهاليز المظلمة، لكنه خرج من متاهة الحياة الاجتماعية حاملا معه الحظ التعس وافكار السوداء تكفيه لبقية حياته.
عليه أن يعترف لي أن نومه قليل في الآونة الاخيرة وسهاده طويل، لا ينعم بغمضة عين إلا مع حلول خيط من خيوط الفجر، فاسئلته الوجودية عن الحياة الاجتماعية شغله الشاغل كل ليلة من لياليه الأخيرة، يود لو بيده حيلة يوقف بها عجلة تفكيره وتسأله.
التفكير في الحياة الاجتماعية خطيئة…

كمال العود

خبار عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق