اعتبرت مجلة وورلد برس ريفيو (WPR) أن الاقتصاد تحول إلى السلاح الجديد الذي يوظفه المغرب لترسيخ سيادته على الصحراء، وأوضحت أن الرباط استفادت بشكل واسع من إعلان الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب في دجنبر 2020، الذي اعترف بمغربية الصحراء، حيث كثفت تحركاتها الدبلوماسية وغيرت بوصلة النقاش من الجانب الأمني إلى البعد التنموي والاقتصادي.
ووفق المجلة، فقد أعاد المغرب صياغة استراتيجيته بالتركيز على مشاريع البنية التحتية الكبرى واستقطاب الاستثمارات الأجنبية لتعزيز مكانة المنطقة في التجارة العالمية، معتبرا التنمية الاقتصادية مدخلا أساسيا لتثبيت السيادة.
وفي هذا السياق، يذكر أن جلالة الملك محمد السادس ترأس في 7 نونبر 2015 بمدينة العيون، وبمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، حفل إطلاق النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية بميزانية بلغت 77 مليار درهم.
من جهته، أكد محمد لوليشكي، الممثل السابق للمغرب لدى الأمم المتحدة والباحث بمركز السياسات للجنوب الجديد، أن هذا التحول الاستراتيجي لعب دورا مهما في الترويج لمبادرة الحكم الذاتي، مشيرا على وجه الخصوص إلى مشروع ميناء الداخلة الأطلسي الذي يعد إحدى الركائز الاقتصادية الكبرى لتعزيز السيادة وضمان الاستقرار والاندماج الإقليمي.
وتضيف المجلة أن هذه المقاربة الاقتصادية لاقت صدى دوليا، إذ اعتبرت أن دعم المملكة المتحدة لخطة الحكم الذاتي المغربية في يونيو الماضي لم يكن سياسيا فقط، بل اندرج في إطار توسيع شراكاتها الاقتصادية مع المغرب وفتح آفاق جديدة أمام الشركات البريطانية.