متابعة : ميلودة جامعي
في حفل بهيج ومهيب، ترأس الأمير مولاي رشيد، عصر اليوم الأحد، حفل تسليم جائزة الحسن الثاني لفنون “التبوريدة” في دورتها الثانية والعشرين. وقد أُقيم الحفل في المركب الملكي للفروسية والتبوريدة بمدينة الرباط، واستمر لمدة ستة أيام من الخامس إلى الحادي عشر من يونيو الجاري.
تحت رعاية السامية للملك محمد السادس، تم تخصيص مبلغ قيمته مليون و750 ألف و500 درهم كجوائز لهذه الدورة. تتضمن هذه الجوائز مليون و508 آلاف و500 درهم لفئة الكبار و242 ألف درهم لفئة الشبان. يعكس هذا المبلغ الهام الذي يخصصه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة، أهمية هذا الفن التقليدي ودوره البارز في تعزيز التراث المغربي.
تعد فنون الفروسية التقليدية وخاصة الـ”تبوريدة” من أهم عناصر التراث المغربي وتمتاز بقوة التعبير والإبداع الذي يتجلى فيها. إنها فنون تجمع بين المهارة البدنية والفنية والروحية، وتتطلب سنوات من التدريب والتحضير للوصول إلى مستوى عالٍ من الإتقان.
تعكس جائزة الحسن الثاني لفنون التبوريدة التزام المملكة المغربية بالحفاظ على التراث الثقافي وتشجيع الفنانين والمتميزين في هذا المجال. وتعتبر الجائزة تكريمًا للفرسان والفنانين الذين يساهمون في نشر هذا الفن القديم والحفاظ على إرثه.
حضر الحفل عدد كبير من الشخصيات البارزة والمسؤولين، بالإضافة إلى محبي وعشاق فن التبوريدة. وتميز الحفل بتنظيم فاخر وعروض رائعة للفرسان والفنانين الذين قدموا أداءً مذهلاً على ظهر الخيول، مما أدهش الجماهير الحاضرة وأشعل شغفها.
بالإضافة إلى الأمسية التكريمية، تضمن الحفل فعاليات ومسابقات متنوعة للفرسان والفنانين المشاركين، حيث تنافسوا في فنون الفروسية المختلفة. وقد أظهر الفرسان مهاراتهم الاستثنائية وقدراتهم الفنية في التحكم في الخيول وتنفيذ الحركات البديعة والتبوريدة التقليدية بأناقة وإتقان.
تعد جائزة الحسن الثاني لفنون التبوريدة مناسبة للاحتفال بالفنانين والفرسان الذين يعملون جاهدين للحفاظ على هذا التراث الثقافي الرائع ونشره في الداخل والخارج. إن تفانيهم وتفوقهم في هذا المجال يساهم في تعزيز الهوية المغربية وإبراز تراثها الغني والمتنوع.
بهذا التكريم العالي، يؤكد الأمير مولاي رشيد وسائر المسؤولين على أهمية دعم وتشجيع الفنون التقليدية والحفاظ على التراث الثقافي للمغرب. فالتبوريدة ليست مجرد رياضة أو فن، بل هي تجسيد لروح المغرب وتعبير عن هوية شعبه وتراثه العريق.
بهذا الحفل الرائع، ينمو الاهتمام بفنون الفروسية التقليدية ويعزز مكانتها كجزء لا يتجزأ من الثقافة المغربية. ومن المؤكد أن جائزة الحسن الثاني لفنون التبوريدة ستلهم المزيد من الشباب للمشاركة في هذا الفن التقليدي وتحقيق التفوق فيه، مما يضمن استمرارية هذا التراث العريق للأجيال القادمة.