بقلم أشرف مولى.
في تدوينة فيسبوكية للفاعل الجمعوي يوسف الشفوعي التي عنونها ب ” لقطات من محنة/منحة كوفيد 19″ أبى السالف الذكر إلى أن يشارك متابعيه بتجربته العصيبة بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد ، و كيف عاش العشرين يوما بين الصراع النفسي و الأسئلة التي لم تكد تغادر ذهنه ، و كيف تحدى وباء العصر ؟ .
إليكم التدوينة الفيسبوكية :
لقطات من محنة/منحة كوفيد 19
قبل 20 يوم تقريبا،عندما اتصلت بي السلطة لتخبرني ان النتيجة ايجابية للكشف عن كوفيد 19 ،و انه علي التوجه الى مستوصف القرب المخصص لاعطاء الادوية و القيام بالفحوصات اللازمة ، فعلا استجبت للامر فورا حفاظا على صحتي و صحة محيطي، لكن أجزم اني دخلت و عمري في الاربعينيات و خرجت بعد الاجراءات و انا عمري وصل المائة، بعد مغادرتي المستوصف احسست انني شيخ كبير في السن لسبب بسيط هو صراع داخلي و محاولة اسقاط مجموعة من الاحداث و الاخبار على حالتي و ربما سأكون منهم، و هل سأكون مع من كتب عليهم الشفاء في الاحصائيات اليومية؟؟؟ أم مع الاحصائيات للذين فارقوا الحياة بسبب الوباء اللعين؟؟؟؟ و عدد كبير من الاسئلة و التساؤلات. و بدأ صراع نفسي رهيب، و انا اجر رجلي الى البيت القريب من المستوصف.
اجزم كما اكدت جميع الدراسات في الموضوع الصحي النفسي و الاجتماعي و العلاجي، ان العامل النفسي له تأثير كبير على التجاوب مع العلاج و تخطي مرحلة الخطر، لذلك فكوفيد 19 انطلق بالخوف و الاشاعة بعيدا عن المنطق السليم و الاتزان المرافق لمثل هاته الظواهر التي اطلق عليها “الجائحة” و تضارب الاخبار و اصبح صوت الحقيقة و المصدر الموثوق به من خبراء الصحة و الجهات الوصية خافتا في خضم تلاطم امواج الاخبار في شتى الاتجاهات.
بعد ثلاثة أيام من الصراع النفسي الرهيب الذي كاد ان يجعلني رقما ضمن عدد الوفيات بالفيروس اللعين و استسلامي المعنوي للاعراض ربما لم يكن لها اثر الا في مخيلتي ، تمالكت نفسي و قررت ان اعود لسني الطبيعي و اقنعت عقلي و قلبي و جسمي بانني أنا هو أنا و لا شيء يمكنه أن يهزمني و يجعلني طريح الفراش، و حاولت استنهاض همتي و اشراك اسرتي الصغيرة التي بدأت تتأثر بالوضع، و خلال اليوم الرابع استفقت على عزيمة جديدة و كلي نشاط و حماس و فعلا انتصرت على الجائحة التي ضربت نفسيتي و كادت ان تدمر حياتي.
لذلك وصيتي من خلال تجربتي الشخصية هي ان نجعل من التشجيع و الرفع من المعنويات و التناصح الايجابي و نشر الامل و الايجابية أحد مداخل العلاج للمساهمة في التخفيف عن المرضى و الاطقم الطبية في هذه المرحلة الحرجة، فالعامل النفسي مهم للخروج باقل الخسائر من الجائحة.
اللهم ارفع عنا البلاء و الوباء و احفظنا من كل شر
يوسف الشفوعي يحكي تفاصيل صراعه مع كورونا.. :(هكذا عشت أيام الحجر الصحي )
