أحكام قضائية ثقيلة في جريمة قتل هزت اشتوكة بعد جلسة خمرية دموية
تحرير : عالي البريكي
أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالجديدة حكما بالسجن النافذ لمدة ثلاثين سنة في حق شاب ثلاثيني يشتغل كجزار في الأسواق الأسبوعية وذلك بعد تورطه في جريمة قتل عمد هزت منطقة اشتوكة التابعة لإقليم الجديدة خلال صيف السنة الماضية واعتبرت من أبشع الجرائم التي شهدتها المنطقة.
وتعود تفاصيل هذه الواقعة إلى ليلة الخامس عشر من غشت من سنة ألفين وأربعة وعشرين حين تحولت جلسة خمرية صاخبة بدوار بوحرطة بجماعة اشتوكة إلى مسرح دموي عقب اندلاع شجار عنيف بين الجاني والضحية انتهى بجريمة قتل بشعة خلّفت صدمة وسط ساكنة المنطقة.
وبحسب ما ورد في محاضر المركز القضائي للدرك الملكي بالجديدة فقد أقدم المتهم على استلال سكين كان يخفيه بين ثيابه ووجه به طعنات قاتلة إلى الضحية إحداها أصابت شرايين يده وتسببت له في نزيف حاد ليتركه غارقًا في دمائه داخل فناء منزل مهجور حيث تم العثور على جثته هامدة في الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي.
وقد حاول المتهم خلال مراحل التحقيق الدفاع عن نفسه بادعاء أنه تصرف تحت ضغط الخطر المهدد لحياته غير أن التصريحات المتناقضة التي قدمها إلى جانب شهادات الحاضرين وتحريات الضابطة القضائية أثبتت وجود نية مسبقة في ارتكاب الجريمة الأمر الذي دفع المحكمة إلى إدانته بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار استنادا إلى مقتضيات الفصل ثلاثمئة واثنين وتسعين من القانون الجنائي المغربي.
وفي المقابل قررت هيئة المحكمة تبرئة أربعة أشخاص آخرين كانوا متواجدين أثناء الجلسة التي سبقت الجريمة وذلك بسبب عدم كفاية الأدلة التي تثبت تورطهم المباشر أو مساهمتهم الفعلية في ارتكاب الجريمة.
وقد أعادت هذه القضية إلى الواجهة النقاش المتجدد حول تنامي ظاهرة استهلاك وترويج الماحيا في الوسط القروي وما ينجم عنها من كوارث اجتماعية وسلوكات إجرامية خطيرة في ظل محدودية آليات الردع القانوني وغياب مراقبة فعالة للممارسات المرتبطة بتعاطي الكحول التقليدي في مثل هذه المناطق