يكاد يجمع المهتمون بالقطاع الفلاحي باقليم قلعة السراغنة على أن اول منطقة عرفت زراعة البطاطس هي دوار مولاي صالح بجماعة الجوالة نظرا لتجاور هذه المنطقة مع ضيعة روز ماري التي كانت تعرف بفيرمة السبليوني خلال فترة الحماية الفرنسية والتي بدأ المعمرون الفرنسيون يستغلونها في انتاج الخضروات وخصوصا البطاطس التي نقل زراعتها بعض سكان الدوار الذين كانوا يعملون في تلك الضيعة التي اصبحت الان في عداد الماضي،والمؤسف ان زراعة البطاطس عرفت في السنوات الاخيرة تراجعا مهولا وخصوصا في الموسم الزراعي الحالي بسبب مجموعة من العوامل اهمها نذرة مياه السقي حيث جفت مياه الابار ،الشيئ الذي دفع مجموعة من الفلاحين بالمنطقة الى هجرة المنطقة والبحث عن مناطق خصبة لزراعة البطاطس كمنطقة بومية باقليم خنيفرة واقليم بولمان حيث الاراضي الخصبة والمياه الوفيرة .وخلال زيارة تفقدية لمجموعة من الحقول الزراعية بالمنطقة بدت وكأنها حقول اشباح حيث يظهر تأثير الجفاف جليا على المنطقة التي كابد سكانها ويلات الجفاف وشح الامطار بالرغم من المنطقة تتوفر على اراضي صالحة لزراعة البطاطس والتي يتم انتاجها مرتين في السنة خلال فصل الخريف وفصل الربيع كما ان بطاطس المنطقة كانت معروفة بجودتها الكبيرة ووفرة انتاجها .وللتذكير فانه ومع بداية ثمانينيات القرن الماضي كان فلاح من المنطقة قد ابتاع حقل بطاطس بخمسة ملايين سنتيم وهو الشيئ الذي خلق حدثا تداولته الساكنة في تلك الفترة .ولابد من الاشارة الى ان المنطقة عرفت زراعة البطاطس الحلوة حيث تداول بعض ممن فارقوا الحياة أن القائد عمر الذي تولى حكم المنطقة مع بداية الحماية كان يغرس البطاطس الحلوة في حقوله وانه استعملها في طبق الغذاء الذي كان يتناوله .كما أود الاشارة الى أن غالبية الشعب الايرلندي هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية بعد ان تراجع انتاج البطاطس في البلاد بسبب موجة البرد خصوصا وان البطاطس اصبحت من الخضر الرئيسية التي تؤثت وجباتنا.