تزداد مشاكل النقل المدرسي في مجتمعنا اليوم حجمًا وخطورة، وإحدى الفضائح الكبيرة التي تصدرت عناوين الأخبار في العام الأخير تتعلق بمنطقة تزمورت في إقليم تارودانت بالمملكة المغربية. تمثل هذه الفضيحة مثالًا جديرًا بالاهتمام حيث تكشف عن سلسلة من الأحداث والتحديات التي تواجهها الأسر والأطفال في هذه المناطق البعيدة عن المدرسة.
في بداية الأمر، جاءت جماعة تزمورت مع وعدها بتقديم النقل المدرسي مجانًا للأطفال خلال عام 2021. هذا الوعد جعل العديد من الأسر يشعرون بالارتياح تجاه توفير وسيلة نقل آمنة لأبنائهم إلى المدرسة. ولكن في العام التالي، تغيرت الأمور بشكل غير متوقع عندما قررت الجمعية المسؤولة عن تقديم النقل المدرسي زيادة تكلفته إلى 50 درهمًا للفرد.
ما جعل هذه الزيادة أكثر صدمة للأهالي هو القرار الثاني الذي أتى في وقت لاحق، حيث تم رفع تكلفة النقل المدرسي إلى 100 درهم للفرد. وعندما استفسم السكان رئيس الجماعة عن هذه الزيادات المفاجئة، تلقوا إجابة غير مقنعة تفيد بأن الرئيس ليس لديه أي صلاحيات في تحديد تكلفة النقل المدرسي، على الرغم من أن الجماعة تدعم هذه الخدمة.
بعد التحقيقات الأولية، تبين أن هناك اتفاقية سرية وبعده تم إقرار جلسة مغلقة لمناقشة هدا الأمر بين المجلس الجماعي، وتم تصويت عنها، و تم توقيعها بين الجمعية والجماعة في تاريخ 4 أكتوبر 2023، تم توجيهها نحو فرض هذا التمن المرتفع على الأهالي. هذا يثير تساؤلات حول نزاهة هذه الاتفاقية ومدى توافقها مع مصالح السكان والأطفال.
وما يزيد من تعقيد القضية هو عدم توفر السائقين لنقل المدرسي على شروط ومواصفات تربوية مناسبة، وتداولت أنباء عن سلوك غير لائق من قبل بعض السائقين، بما في ذلك استخدام كلام سيئ وتهديدات تجاه التلاميذ والقاصرين لدفع رسوم الانقل المدرسي أو لن يستفيد منه إن لم يدفع. بعض الشهادات تفيد بأن السائقين يتجنبون الدوار المسمى بإغلان، الذي يبعد حوالي 800 مترًا عن الطريق الرئيسي بسبب صعوبة الوصول إليه. وفي الوقت نفسه، يدخل السائقون الدوار رغم صعوبة الطريق لأغراض شخصية أو لحضور حفلات الزفاف.
في الختام، فإن فضيحة النقل المدرسي في تزمورت تكشف عن أهمية مراقبة الخدمات العامة وضمان تقديمها بشكل نزيه ومناسب للمجتمعات المحلية. إن توفير نقل مدرسي آمن وبأسعار معقولة يعتبر حقًا أساسيًا للأطفال في مناطق الريف والبعيدة عن المدارس. على الجهات المسؤولة مراجعة هذه الوضعية والعمل على تحسين جودة النقل المدرسي وجعلها متاحة بشكل عادل لجميع الأسر.