ميلودة جامعي
تحتضن صحراء عرفة، اليوم الثلاثاء، أحد أهم أركان الحج الإسلامي، حيث يتواجد حجاج بيت الله الحرام لأداء ركن الحج الأعظم. بعد تجمعهم في منى في يوم التروية، انطلقوا إلى هذا الصرح المقدس في أجواء تفيض بالتقوى والروحانية.
في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، يتجمع ضيوف الرحمن على صعيد عرفة لأداء مناسك الحج الأعظم، والتي تتمثل في الوقوف على سهل جبل عرفات منذ طلوع الشمس حتى غروبها. يعتبر هذا الوقوف في عرفة أحد أهم أركان الحج، حيث يغتنم الحجاج هذه الفرصة للتوبة والدعاء والاستغفار، راجين رحمة الله ومغفرته.
عرفة، المسمى أيضًا بعرفات، هو المشعر الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم المكي. يتكون من سهل واسع يحيط به جبل عرفات المعروف بجبل الرحمة. يبلغ ارتفاع الجبل حوالي 30 مترًا، ويمكن الصعود إلى قمته عبر 91 درجة، ويتوسطه شاخص طوله 4 أمتار. يحيط بجبل عرفات قوس من الجبال، ويجري وادي عرنة في جوانبه.
يقع عرفة على الطريق بين مكة المكرمة والطائف، على بُعد حوالي 15 كيلومترًا شرق مكة، وعلى بُعد 10 كيلومترات من مشعر منى، و6 كيلومترات من المزدلفة. تبلغ مساحة عرفة حوالي 10.4 كيلومترات مربعة، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وبعد غروب شمس يوم عرفة، ينطلق الحجاج إلى مزدلفة حيث يقضون ليلتهم هناك قبل التوجه مرة أخرى إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى. ويستمر الحجاج في رمي الجمرات والمبيت في منى خلال أيام التشريق الثلاثة التي تلي يوم عرفة.
من الجدير بالذكر أنه تم في الليلة الماضية استبدال كسوة الكعبة المشرفة، كما هو العرف في كل عام في ليلة وقفة عرفات. هذا العمل الذي يُعد من أهم الأحداث السنوية في الحج، يُظهر التفاني والاهتمام الذي توليه السلطات السعودية للحفاظ على كرامة وجمالية بيت الله الحرام.
بهذه الطقوس والمناسك الدينية العظيمة، يتوجه حجاج بيت الله الحرام إلى عرفة بقلوب مطمئنة وروحانية متجددة، راجين الغفران والرحمة، ومبتهجين بفرصة قضاء هذه اللحظات الفارقة في حجهم. إن هذا الوقوف في عرفة يجسد تلاحم المسلمين وتوحدهم في خدمة الله، ويذكّرنا جميعًا بمعنى العبادة الصادقة والتواضع أمام الخالق العظيم.
