متابعة:خالد كزراب
شهدت كلية الطب والصيدلة بوجدة يوم الأربعاء المنصرم وقفة احتجاجية للعشرات من الطلبة، احتجاجًا على تصرف أستاذة في الكلية قامت بمتابعة طالب أمام القضاء بعد أن قام بنشر تدوينة على حسابه الشخصي على موقع “فيسبوك” انتقد فيها امتحانا قدمته الأستاذة.
تجمع الطلبة في بهو الكلية مرفعين شعارات تندد بالإجراء القانوني الذي اتخذته الأستاذة ضد الطالب، ووصف بيان صادر عن مجلس طلبة كلية الطب والصيدلة بوجدة هذا الإجراء بأنه “سابقة في تاريخ الكلية”. وأعرب البيان عن رأي الطالب المشتكى به بشأن امتحان مادة “أمراض المفاصل والروماتيزم”، مشيرا إلى وجود خطأ طبي في الامتحان وعدم احترام المعايير البيداغوجية، مما يجعل من الصعب على الطلاب حل الأسئلة المطروحة فيه.
وقبل نشر الطالب لتدوينته، تم تداول الامتحان على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي وتلقى انتقادات عديدة. وأكد الطالب أنه في تدوينته لم يشير إلى الأستاذة بالاسم، وهو ما يجعله يعتبر هذا الإجراء تقمصًا لحرية التعبير عن المشاكل التي يواجهها الطلاب داخل الكلية.
وعبّر محمد أمين بوزياني، الطالب في السنة الثالثة بالكلية ونائب رئيس الشؤون الخارجية بمجلس طلبة كلية الطب والصيدلة بوجدة، عن استيائه من قرار الأستاذة بمتابعة الطالب أمام القضاء، واعتبره “سابقة في تاريخ الكلية”. وأعلن بوزياني أن مجلس الطلبة يدرس إرسال مراسلة تحمل تفاصيل المشكلة إلى عدد من المسؤولين على مستوى الجامعة ووزارة التعليم العالي، وطلب عرض الامتحان المعني على لجنة مختصة.
وعلى جانب آخر، ندد المحتجون بما وصفوه “استدعاء” طالبين ووالديهما من قبل عمادة الكلية بسبب تفاعلهما مع تدوينة الطالب المتابع، وعبروا عن استيائهم من النتائج التي أُعلن عنها صباح ذلك اليوم واعتبروها “كارثية”.
من جانبه، رد خالد السراج، عميد كلية الطب والصيدلة بوجدة، على بيان مجلس طلبة الكلية، مؤكدًا أن العمادة ليست مسؤولة عن الشكوى التي تقدمت بها الأستاذة بشكل شخصي ضد الطالب. وأضاف السراج أن التدخل الذي يمكن للعمادة القيام به في هذا الشأن هو التواصل لحل المشكلة بشكل ودي.
وفيما يتعلق بالامتحان الذي أثار الاحتجاجات، أكد العميد أن 90 في المائة من الطلاب نجحوا فيه، في حين سيتاح للـ10 في المائة المتبقية فرصة أخرى في الدورة الاستدراكية. وأكد أن الأمور البيداغوجية تمت معالجتها، وأنه لن يتعرض أحد من الطلاب للظلم بعد اكتمال الامتحانات في الدورتين العادية والاستدراكية لهذا الفصل الدراسي.
تقرر متابعة الطالب المشتكى به في حالة سراح بتهمة “بث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة باستعمال الأنظمة المعلوماتية بقصد المساس بالحياة الخاصة للأشخاص أو التشهير بهم”، وتم تحديد أول جلسة محاكمة له يوم 18 يوليوز.
إن هذه القضية تبرز أهمية حرية التعبير والتواصل في البيئة الأكاديمية، وتسلط الضوء على التوازن الحساس بين حقوق الطلاب في التعبير عن آرائهم واحترام المعايير الأكاديمية والاحترافية. ينبغي أن يكون هناك فضاء للنقاش والانتقاد البناء داخل الجامعات، ويجب أن تتبنى الإدارة الأكاديمية موقفًا متوازنًا يحمي حقوق الطلاب ويعزز النقاش البناء وحوار الحلول.
من المهم أن يتم تعزيز ثقافة الحوار والانفتاح في الأماكن الأكاديمية، وأن تتخذ الجهات المعنية إجراءات ملائمة لمعالجة المشكلات والشكاوى الطلابية بشكل عادل وموضوعي. يجب أن يكون هناك إطار قانوني واضح يحدد الحقوق والواجبات والآليات للتعبير والانتقاد في البيئة الأكاديمية، مع الحفاظ على مصلحة الطلاب ومستوى الجودة التعليمية.
هذا و يجب أن تكون هناك جهود مشتركة من جميع أفراد المجتمع الأكاديمي، بما في ذلك الأساتذة والإدارة والطلاب، لتعزيز الحوار والاحترام المتبادل والتفاهم، والعمل معًا لتحقيق بيئة أكاديمية تشجع على الابتكار والتعلم والتطور.
