ليس بالأمر الهين على المغاربة التعايش مع غلاء الأسعار، فلهيب الجمر أصبح أرحم من لهيب أسعار الخضر واللحوم، كنا نقول أنها مجرد فترة وتزول تلك التي أفرغت جيوب المغاربة أعني بذلك المحروقات حتى تعايشنا مع هذا الغلاء لفترة طويلة بل ونسينا أن المحروقات في حكومة ماقبل هذه كان ثمن الكازوال لا يتعدى 7 دراهم ونصف، لنستفيق على زيادة صاروخية لأسعار الخضر والتي وصلت إلى 10 دراهم للكيلوغرام الواحد وطبعا هذا الثمن يقتصر فقط على الأسواق الكلاسيكية أما وسط المدن فلا يمكنك شراؤها بل يكفيك أخذ الصور معها، طبعا الباعة يفسرون هذه الزيادة بارتفاع أسعار المحروقات التي اعتدنا على أنها مجرد أزمة وتزول، وقيل أنها مرتبطة بحرب اوكرانا وروسيا، وقيل أيضا أنها مرتبطة بأخطبوطات متحكمة في السوق العالمي، ونحن كمغاربة لا نعرف سوى التصديق والتصفيق لمثل هذه الشعارات والخطابات التي راح ضحيتها نصف سكان المغرب وكيف لا أقول هذا الكلام وهم من كانوا يطمحون إلى غذ أحسن مع حكومة قيل أنها ستكون الأحسن.
هذا لا يهمنا حاليا ولكن دعونا نوضح بعض الأمور ومشكل الأجور داخل المغرب العميق، بدون لغة رنانة، العامل المياوم يشتغل بأجر هزيل لا يتعدى 70 درهما إن لم أقل أقل بكثير من هذا الثمن، وثمن اللحم يتجاوز 100 درهم اذا كيف سيشتري المواطن البسيط هذا اللحم أم سيكفيه المرور امام محطات الوعود الزائفة والاكتفاء بشم رائحته والدعاء لعالم أفضل، اذا كان هناك ارتفاع في الأسعار فيجب ان يكون هناك ارتفاع في الأجور حتى تكون الكفة متعادلة، وإلا ستضعف القدرة الشرائية وسنصبح أمام أمران متناقضان أمام المجاعة وانتشار الأوبئة لعدم القدرة على تناول المواد الغذائية الضرورية أو أمام ركود اقتصادي ومن تم أزمة اقتصادية محلية.
بوسلهام بليق
