المحجوب اوبن حساين
عاشت ساكنة أفورار ليلة أمس في جو من الرعب والخوف فور انتشار خبر العثور على جمجمتين مرميتين في مكانين مختلفين، الأولى داخل كيس أبيض بحي أيت سعيد والثانية بالقرب من وكالة البنك الشعبي لأفورار.
والذي أثار هذا الرعب والخوف في صفوف الساكنة المحلية ومن مناطق مختلفة من داخل وخارج الوطن هو نشر البعض أن الأمر يتعلق برؤوس بشرية فصلت عن جسمها مما عزز فرضية وقوع جريمة بشعة بالمنطقة.
الحدث استنفر جميع الأجهزة الأمنية بأفورار من درك ملكي وسلطة محلية وقوات مساعدة واعوان السلطة وعدد كبير من المواطنين الذين هرعوا إلى عين المكان بدافع الفضول وحب الاستطلاع.
وما هي إلا لحظات حتى بدأت تفك شفرات هذا اللغز المحير بعد محاصرة عدد من شباب أفورار لمختل عقلي في عقده الثاني كان يحمل كيسا أسود ففر هاربا ليتخلص منه بجوار وكالة البنك الشعبي، حيث أكد شهود عيان أن الشاب المختل يداوم على زيارة مقبرة افورار.
وبعد ذلك قامت عناصر الدرك الملكي لأفورار باعتقال المشتبه به الرئيسي الذي اعترف بأنه قام بنبش قبر جدته رحمها الله التي توفيت سنة 2020 و قبر سيدة بجوارها فاستخرج جمجمتي رأسيهما، الشيء الذي سهل على العناصر الأمنية الوصول إلى القبرين اللذين تم نبشهما بمقبرة أفورار.
وفي صباح اليوم تم نقل الجمجمتين إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الجهوي لبني ملال، كما تم الاحتفاظ بالمشتبه به لدى الدرك الملكي في انتظار قرار المحكمة.
وطالب عدد من المواطنين من القائمين على تدبير الشأن المحلي بأفورار ومن السلطات المحلية التدخل العاجل لحماية امواتهم من مثل هذا العبث، متسائلين “إذا كان هذا الشاب المختل عقليا استطاع نبش قبرين واستخراج جمجمتين منهما فماذا سنقول عن محترفي الشعودة والسحر”، في ظل غياب حارس عن المقبرة والإنارة العمومية وسور عال يحمي الموتى من مثل هذه الاعتداءات.
وجدير بالذكر أن حوادث نبش القبور تتكرر في عدد من مناطق المغرب، لأسباب تتعلق في أغلب الأحيان بطقوس الشعوذة وأعمال السحر، وأيضا بسبب تصرفات منحرفين أو مشردين يأوون إلى هذه المقابر، وأحيانا أيضا جراء رغبة البعض في الانتقام من آخرين من خلال التمثيل بجثث الأموات.
