العيرج ابراهيم/شانكم
استهوتني اليوم فكرة الكتابة بعد حديث شيق وممتع على طول الطريق داخل سيارة للأجرة حول انتشار “الضوضانات” و تردي الطرقات في ظل غياب المسؤولين عن تدبير الشؤون المحلية .
إذا كانت “الضوضانات” ككلمة مستوحاة من اللغة الفرنسية Dos d’âne وسيلة يبقى الغرض منها الحد من سرعة العربات و الدراجات على أشكالها تفاديا لحوادث قد تكون خطيرة ،خصوصا أمام الأماكن العمومية التي تشهد حركية كبيرة للراجلين كالمؤسسات التعليمية والمساجد ،والتي من المفروض وضعا و تثبتها وفق معايير محددة سواء من حيث حجمها و علوها عن سطح الأرض حتى تكون متناسبة مع السرعة المسموح بها أو على مستوى العناية بها من حيث السهر على إنارتها و صباغتها دوريا لتسهيل رؤيتها ليلا دون نسيان علامات التشوير التي تدل عليها ،
فالملاحظ مؤخرا أن مستعملي النقل العمومي بعمالة انزكان ايت ملول – سائقين كانوا أو مستفيدين من خدمات هذا المرفق الحيوي- ، لا حديث لهم إلا عما أصبحت عليه الطرق و الشوارع الرئيسية من ترد وعشوائية غير مسبوقين بشكل اثر نفسيا و صحيا على الجميع .
ففي دردشة بين الركاب والسائق حول ما تلحقه الحفر المنتشرة كالفطر على طول الطريق في اتجاه لابيركولا، صرح أحدهم و القلق و الحنق يعتصران قلبه قائلا موجها حديثه للجميع ” إن الانتشار الواسع للحفر بالشوارع الكبرى مع ما تسببه من أضرار للسيارات وراكبيها أمر مغلوب عليه ، لكن الأخطر هو تلك “الضوضانات” التي تغزو مختلف الطرقات والمرتفعة نسبياً عن بقية المطبات المنتصبة على طول الطريق و خاصة ظهر الجمل كما أسماه -في إشارة لعلوه و ارتفاعه -، ذاك المثبت امام مختبر التحليلات الطبية جمال كما قال على حد تعبيره، متسائلا في الوقت ذاته عن سر وضعه هناك ،وكيف تم التفكير في ذلك ، و ما إذا كان يستجيب للمعايير القانونية فعلا، علما أن الأولى به مؤسسة التعليم الخصوصية القريبة منه في إشارة لمؤسسة الحنان حفاظا على أرواح الأطفال كما جاء في حديثه “.
ليضيف أحد الركاب بدوره متحسرا “إن المسالة مؤخرا لم تعد مقتصرة على الشوارع و الطرقات الكبرى في غياب التتبع و المراقبة من طرف المسؤولين عن اوضاع العمالة ككل، بل لوحظ أن العديد من المواطنين بمجموعة من الأحياء مشيرا بالخصوص لمدينة ايت ملول، قد شرعنوا لأنفسهم حق تثبيت ما يطلق عيه بالدارجة المغربية “ضوضان” مطبات عشوائية من الإسمنت حماية لأطفالهم مما قد يعرض حياتهم للخطر بسبب سيارة أو دراجة طائشة.
بدورنا كمنبر إعلامي نعتبر أنفسنا مجسا حقيقيا لنبض الشارع ،و طرفا فاعلا و شريكا في كل ما يتعلق بشؤون عمالتنا و ضمنها مدينة ايت ملول في كل ما يتعلق بالتنمية ، نتمنى أن كل الأطراف المعنية بتدبير شؤون المدينة و العمالة التدخل لوضع حد لهذه المطبات عموما، خاصة تلك التي لا تستجيب للمعايير المعمول بها، و لم لا استخدام المطبات المطاطية المصنوعة من مواد صديقة للبيئة ، وتتميز بسهولة تركيبها وانتظامها على الشارع ،لأنها المطبات في حل مشكلة تغير لون المطب العادي الذي يتم رسمه على الشارع عند وضع المطب العادي ،و لا تؤثر على السيارات و الركاب كما أنها تمتاز بسهولة التفكيك والتركيب والاستخدام ، و ذلك حتى لا يقال إن العشوائية قد فرضت نفسها في هذا المجال الترابي الذي نتقاسمه جميعا.