متابعة:بوسلهام
تم إحداث مجموعة التدخل السريع التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني سنة 2004 ،مباشرة بعد التفجيرات الإرهابية التي عرفتها مدينة الدار البيضاء في 16 ماي 2003 ،وكانت تضم إبان إحداثها 40 عنصرا، لتنبثق منها بعد ذلك القوة الخاصة بعد إحداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية سنة 2015 .
وتتألف القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني حاليا من 300 عنصرا، استفادوا من تداريب تهم البنية الجسمانية وتكوين خاص في تقنيات التدخل وفنون الرماية اعتمادا على المعايير الدولية المعمول بها.
وتكمن مهامها الأساسية في مكافحة الإرهاب، من خلال تعقب الخلايا الإرهابية وتفكيكها وشل حركتها قبل انتقالها إلى مرحلة التنفيذ المادي وكذا محاربة العديد من أوجه الجريمة المنظمة بالغة الخطورة كتحرير الرهائن والتدخل في حالات الأزمات الكبرى، وتوقيف المشتبه فيهم الخطيرين وخاصة المسلحين، وحماية الشخصيات الكبرى والمنشآت الحساسة وتأمين بعض التظاهرات الكبرى التي تعرف مشاركة وفود من البلدان الأجنبية، بالإضافة إلى حراسة ونقل المعتقلين الخطيرين، والسهر على عمليات ترحيل المشتبه فيهم المبحوث عنهم بموجب أوامر دولية بإلقاء القبض.
كما تساعد هذه القوة باقي مصالح المديرية العامة للامن الوطني، وتوفر لها الدعم الميداني في العمليات التي تباشرها لمحاربة الجريمة وتطهير بؤرها.
يتم توظيف عناصر القوة الخاصة من بين المتدربين الجدد في صفوف الأمن الوطني، بعد عملية الانتقاء من مختلف الدرجات التي تباشرها لجنة من المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وذلك حسب معايير تتطلب بالأساس التوفر على قدرات رياضية عالية ومستوى جيد من المعارف الفكرية، وكذا الإرادة والقدرة على التحمل وإدارة المواقف الصعبة، فضال عن التحلي بروح التضحية وحس المبادرة والسرعة في تنفيذ المهام الوكولة لها، بما يسمح لها بالرفع من الأداء المهني المطلوب.
وانطلاقا من قناعتها بأن التكوين المتكامل هو عماد العمل الناجح، تعتمد المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني على برنامج تكوين متنوع ومتكامل وحاد في نفس الوقت لفائدة عناصر القوة الخاصة، وذلك على النحو الذي يتيح لعناصرها أداء مهامهم بشكل أفضل وتعزيز مهاراتهم الميدانية.
فبعد الاستفادة من التكوين الأساسي في إحدى مدارس الشرطة كمرحلة تمهيدية للتعرف على عمل الأجهزة الأمنية والإلمام بالجوانب الأساسية لمهمة الحفاظ على النظام، تتلقى العناصر المنتقاة تدريبا خاصا لمدة ثالثة أشهر بمعهد التكوين التخصصي التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني
ويشمل هذا التكوين الاستفادة من مناظرات وحصص دراسية مكثفة تتمحور بالأساس حول الإحاطة المفصلة بالبيئة الجغرافية والثقافية وتلك المتعلقة بالتهديدات المختلفة، علاوة على دراسة وتحليل التحديات المرتبطة بمواجهة الإرهاب ومحاربة تفشي الفكر المتطرف.
وتلي هذه المرحلة، مجموعة من التداريب الميدانية الأخرى تضمن تعليم تقنيات التدخل، خاصة التسلق وفنون الرماية بوضعيات الرمي الثابت والمتحرك وطرق التصويب التي تختلف حسب نوع السلاح المستخدم.
