✍️ رئيس تحرير شأنكم تيفي
في أجواء من الفخر والاعتزاز، ووسط نفحات الوطنية الصادقة، يخلد الشعب المغربي قاطبة اليوم ، ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير، الذكرى السادسة والأربعين لاسترجاع إقليم وادي الذهب، تلك الملحمة الخالدة التي تزين صفحات التاريخ الوطني المجيد، وتُجسد إحدى أنصع صور الوفاء للوطن وللعرش العلوي المجيد.
إن يوم 14 غشت 1979 لم يكن يوماً عادياً في سجل الأمة المغربية، بل كان لحظة من لحظات الإجماع الوطني والالتفاف الشعبي حول أمير المؤمنين، جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، حيث وفدت وفود علماء وأعيان ووجهاء وشيوخ قبائل وادي الذهب إلى الرباط، مجددين البيعة والولاء، ومعلنين للعالم تمسكهم بهويتهم المغربية وانتمائهم الأصيل، وإفشالهم لكل مناورات خصوم الوحدة الترابية.
لقد كانت تلك البيعة المباركة عقداً أبدياً من الوفاء، أكده جلالته بعبارته التاريخية الخالدة: “بيعتنا في أعناقكم، ومنذ اليوم من واجباتنا الذود عن سلامتكم والسعي دوماً لإسعادكم”، في مشهد مهيب توج بتوزيع السلاح على أبناء القبائل، إشارة إلى أن معركة الدفاع عن الوحدة الوطنية مستمرة جيلاً بعد جيل.
ومنذ ذلك اليوم المشهود، انطلق المغرب، بقيادة العرش العلوي المنيف، على درب البناء والتنمية، جاعلاً من أقاليمه الجنوبية، وفي مقدمتها وادي الذهب، نموذجاً مشرقاً للوحدة والتلاحم، ومجسداً إرادة أمة لا تقبل التراجع ولا المساومة في شبر من ترابها.
واليوم، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يتواصل العهد ويتجدد الوعد، حيث تحظى الأقاليم الجنوبية برؤية تنموية طموحة ومشاريع استراتيجية كبرى، حولتها إلى أقطاب اقتصادية واعدة ومراكز إشعاع إقليمي، في رسالة قوية إلى العالم بأن الصحراء المغربية جزء لا يتجزأ من الوطن من طنجة إلى الكويرة.
إن ذكرى استرجاع وادي الذهب ليست فقط محطة لاستحضار التاريخ، بل هي عهد جديد على المضي قدماً في درب الوفاء للوطن، وحماية وحدته الترابية، وتوريث قيم التضحية والولاء للأجيال القادمة. هي مناسبة لنجدد جميعاً، شعباً وملكاً، العهد على أن المغرب واحد موحد، وأن صحراءه في قلبه، وأن بيعة الوفاء ستبقى أبد الدهر.
عاشت المملكة المغربية موحدة شامخة، وعاش الملك محمد السادس حامي حمى الوطن والدين، وعاشت ذكرى وادي الذهب رمزاً للكرامة والسيادة والوفاء.