بقلم: الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
استيقظنا هذا الصباح على وقع خبر سار جدا ، تناقلته كل المنصات الاجتماعية ، ويتعلق الأمر بعنصر الوقاية المدنية ياسين شروق والذي تمت ترقيته من رتبة مساعد إلى رتبة مساعد أول اعترافا بمجهوده الجبار وتدخله البطولي في حادث شاطو بني ملال .
خطوة مستحقة وبادرة طيبة إن دلت على شيء إنما تدل على الوجه المشرف لجهاز الوقاية المدنية المغربي الذي له ارشيف مشرف جدا من خلاله تدخلاته البطولية والتي انقذت حياة الآلاف إن لم نقل الملايين من المواطنين .
وقد لقيت هذه المبادرة إشادة واسعة من زملائه وسكان المدينة. فمثل هذه الخطوات الإيجابية تُبرز أهمية التحفيز والتقدير المهني داخل أسلاك جهاز الوقاية المدنية العتيد .
خبر الترقية سر له الجميع ، و انتشر بوسائل التواصل الاجتماعي انتشار النار في الهشيم ، والكل صفق له و رحب به أيما ترحيب ، خاصة بعدما واكبنا بشكل مباشر المعاناة و التعذيب الذي تعرض له من المعتصم الذي اعتدى عليه بقضيب حديدي .
كما شاهدنا جميعا لحظة قفزه في غفلة من المعتدي و مغامرته بحياته فرارا من محتجزه .
هذه الترقية بمثابة اعتراف يعكس روح المسؤولية والتقدير التي توليها المديرية العامة للوقاية المدنية لعناصرها . كما يُعد مثالًا يُحتذى به في التضحية ونكران الذات من أجل سلامة المواطنين. وإن دلت على شيء إنما تدل على تعزيز روح الانتماء وتدفع أفراد الجهاز إلى مزيد من العطاء .
وقد علق أحدهم : “لولا حفظ الله لكان ذلك المتهور سبب هلاكه .نتمنى له التوفيق.لكن كل مسؤول عليه ان يعلم ان التدخلات يجب ان تكون بالحيطة والحذر كيفما كان نوعها .حريق غريق في الماء .مظاهرات .كلاب ضالة .او حوادث السير …”
لذلك فأقل ما يمكن ترقيته به هو هذه الترقية التي ستشجعه اكثر في إكمال مساره المهني وترد له الاعتبار وتكافئه على مغامرته التي كادت تودي بحياته مرتين ، المرة الأولى حين تعرض للهجوم من المعتصم بالشاطو وضربه المبرح بالقضيب الحديدي ، والمرة الثانية حين قفز من أعلى الشاطو باتجاه الأرض حيث وجه بانتظاره البالون المنتفخ الممتص للصدمات .
لقد تعاطف معه حينها المغاربة عن بكرة أبيهم ، وتابعوا الحادث منذ بدايته ، وايديهم على قلوبهم وكل ما يتمنون ان ينجو ياسين من قبضة المحتج المعتصم الذي كاد يقتله بعدما هاجمه بالعنف ووجه له ضربات متوالية .
هناك من يقول ان ترقيته ام تكن بالمستوى المتوقع ، حيث كان يجب ترقيته لمراتب أعلى سيما وأنه كاد يفقد حياته مرتين ، وان هذه الرتبة ليست بمستوى المجهود الجبار الذي قام به ، لكنها تبقى مكاڤأة على كل حال .
وفي نفس السياق ، هناك اكثر من ياسين واحد في كل الاجهزة ، ويجب الانتباه إليهم ، لان الاضواء لم تسلط عليهم ، ولا يعرف بمنجزاتهم احد سوى رؤسائهم المباشرين الذين لا حول لهم ولا قوة في موضوع ترقيتهم .
يقول احد موظفي قطاع الصحة : “عناصر الوقاية المدنية أبطال يستحقون التقدير و التنويه أشتغل إلى جانبهم في المستشفى رغم الإكراهات ضعف الإمكانيات و قلة أدب بعض المواطنين تراهم دائما يحرسون على أداء واجبهم الإنساني و المهني على أكمل وجه ، في اعتقادي أحسن من باقي المهن” .