هذه السيدة تُدعى خديجة، من جماعة دار الكداري بإقليم سيدي قاسم. امرأة مطلقة، فقيرة، وأم لفلذات أكباد.
لا ظهر لها سوى كرامتها، ولا سلاح لها سوى قول “لا”…لكن “لا” هذه المرة كانت مكلفة.
أحد الأثرياء السكارى تحرش بها، وحين قاومته، كسر زجاجة خمر وغرزها في وجهها..88 غرزة رتقت وجهها، و35 يوماً من العجز حددها الأطباء، لكن العدالة كان لها رأي آخر.
الجاني ظل حراً طليقاً، وكأن دمها لا يُحسب، وكأن فقرها يسقط عنها صفة المواطنة. لم يتحرك الملف إلا حين نشرت المواقع الإخبارية الخبر، فتحركت “العدالة الانتقائية” على مضض.
أمام المحكمة الابتدائية بمشرع بلقصيري، كان القاضي رحيماً جداً…ليس بخديجة، بل بالسكّير المعتدي، فحكم عليه بشهرين فقط!
شهران مقابل 88 غرزة..شهران مقابل تشويه حياة..شهران مقابل عاهات مستديمة..شهران مقابل كرامة امرأة صرخَت لا… فذُبحت.
هذه ليست قضية خديجة فقط، هذه قضية وطن يُقاس فيه العدل بميزان النفوذ، لا القانون.
منقول