مدريد – بقلم : هيئة تحرير
ألقت السلطات الإسبانية القبض على مواطن مغربي يُشتبه في تورطه في تنفيذ سلسلة من الهجمات السيبرانية المعقدة، استهدفت مؤسسات مالية وشركات خاصة داخل وخارج إسبانيا، وفقًا لما أعلنته الشرطة الوطنية الإسبانية اليوم.
ووفقًا لبيان رسمي، فإن المشتبه به، الذي لم يتم الكشف عن هويته حتى الآن، متورط في اختراق أنظمة معلوماتية لعدد من البنوك والشركات الكبرى، حيث تمكن من الوصول إلى بيانات حساسة تضمنت معلومات مالية وشخصية لآلاف العملاء، قبل أن يعمد إلى عرضها للبيع على ما يُعرف بـ”الويب المظلم”.
أنشطة منظمة وتقنيات متطورة
وأوضح مصدر أمني مطلع على التحقيقات أن الهاكر استخدم أدوات وتقنيات متقدمة لتفادي أنظمة الحماية والرقابة، بما في ذلك أساليب التمويه عبر الشبكات الخاصة (VPN) وخوادم وسيطة (Proxies)، إلى جانب برمجيات خبيثة مخصصة لاختراق أنظمة البنوك.
وأضاف المصدر أن التحقيقات كشفت عن ضلوع المتهم في شبكة إلكترونية دولية يُعتقد أنها تنشط في بيع البيانات الحساسة مقابل مبالغ مالية عبر منصات مشفرة، وهو ما يُصنف ضمن الجرائم السيبرانية العابرة للحدود.
تنسيق أمني دولي
جاءت عملية توقيف المشتبه به نتيجة تنسيق مكثف بين أجهزة الأمن الإسبانية ونظيرتها الأوروبية، بدعم من الشرطة الدولية (الإنتربول) ووحدات الأمن السيبراني، حيث تم تعقّب المشتبه به لأشهر قبل توقيفه في إحدى ضواحي العاصمة مدريد.
ومن المرتقب أن يُعرض الموقوف على النيابة العامة المختصة خلال الأيام المقبلة، وسط توقعات بتوجيه تهم تتعلق بـ”الاختراق غير المشروع للأنظمة المعلوماتية”، و”التجسس الإلكتروني”، و”تسريب وبيع معلومات شخصية محمية بموجب القانون”.
تحذيرات متزايدة
تجدد هذه القضية التحذيرات بشأن تنامي خطر الجرائم الإلكترونية، خاصة مع تنوع أساليب الاختراق وانتشار السوق السوداء للبيانات على الإنترنت المظلم، مما يفرض تحديات متزايدة على الحكومات والشركات في مجال الأمن السيبراني.
