بقلم ناصر الحرشي…………..يتمظهر بطل رواية هوت ماروك للكاتب والشاعر المغربي ياسين عدنان بكل اشكال التخريجات السلبية في زمن التراجعات الفكرية والثقافية ونهاية المنظومة القيمية وفي زمن خيبات الامل العميقة والاخفاقات الاجتماعية والاقتصادية .وفيه يتوقف الكاتب ياسين عدنان طويلا عند المفارقة الكبرى لهذا المسار الاجتماعي لهذا البطل المنكوب رحال لعوينة حيث ينطلق سهم الحكي من الساحة الطلابية فنجد هذا الطالب يبقى على هامش الاحداث السياسية في الجامعة ولا يخوض غمار مظاهرة طلابية الا من اجل اهداف شخصية وهو صاحب شخصية انتهازية بامتياز .فهو لايريد منازلة العالم ومواجهة تحدياته كما البطل الهوميري.انه يمثل المضاد للبطل بضحالته التي تشبه عفونة الواقع .فالكاتب يتخذ من هذا النموذج البشري المطحون اجتماعيا والمعطوب نفسيا موضوعا لروايته الهجائية عن زمن الردة الحضارية والانحدار الاخلاقي وموت الاله ( نيتشه).يقدم الروائي رحال لعوينة كشخص ضعيف البنية ،منظره ليس جذابا يتلعثم امام الناس مشبع بالقروح النفسية نظرا لحقارة اصله الاجتماعي .فهناك اختلالات تمنعه من اكتشاف مواهبه فهو ذكي وله ذاكرة قوية كما وصفه الكاتب ولكنه يستثمرها في الشر والوشاية برفاقه الطلاب .انه يمثل الرداءة الانسانية في احلك صورها لذلك تنقصه الشجاعة في تحقيق احلام كبيرة،لاحب في حياته ،لازوجة ولا وظيفة مرموقة وتأسيسا على ماسلف اخذ ينفث سمومه وحقده على المجتمع ولكي يطلق العنان لعدوانيته يختار الحياة في مكان افتراضي حينما فتح عالم النيت والمواقع الالكترونية ابوابه ليحقق حلمه الحقير في النيل من الاخرين الذين هزموه بنجاحاتهم فتحول الى مخبر لجهات امنية وهو الذي لم يحلق يوما في سماء المثل العليا.توقيع ناصر الحرشي….
نقديات الاثنين: رواية( هوت ماروك) للشاعر والكاتب المغربي ياسين عدنان: تحقيق الاحلام الحقيرة عبر النيت .
