محمد علي
شهدت جماعة أكادير ملول اقليم تارودانت، خلال يومي 8 و9 غشت 2025 بمركز الجماعة، تنظيم النسخة الأولى من مهرجان المهاجر ، الذي جمع بين الثقافة والفن والفكر في أجواء وطنية وانفتاح على قضايا الهجرة والتنمية المحلية، فقد شكلت هذه التظاهرة مناسبة لالتقاء أبناء المنطقة، سواء المقيمين أو المهاجرين، لتجديد الوشائج بالموطن الأم في فضاء احتفالي راق، تضمن فقرات متنوعة، من بينها الأمسيات الفنية التي أحيتها فرق أحواش المحلية ورواد الشعر الأمازيغي، والندوات العلمية التي ناقشت قضايا راهنة مثل استهلاك المياه، وظاهرة الهجرة نحو الديار الأوروبية، بالإضافة إلى ندوة حول مشروع المدرسة الجماعتية الذي ستنخرط فيه الجماعة.
بالعودة إلى برنامجه فقد تمحور المهرجان حول تسليط الضوء على مشاريع تنموية تهم الساكنة، كما تميزت هذه الدورة بلحظة التكريمات، حيث تم الاحتفاء بعدد من الفاعلين في المنطقة، لاسيما المتوفين منهم، اعترافا بما قدموه من خدمات جليلة لصالح الجماعة ودواويرها، كما جرى تكريم طلبة المدرسة العتيقة سيدي الحاج الطاهر أبو المواهب، تقديرا لمكانتهم العلمية ودورهم في صون القيم الدينية والثقافية.
وإلى جانب الفقرات الفنية والفكرية، كان للمهاجرين حضور بارز، عبّروا من خلاله عن تجاربهم وتطلعاتهم، مشددين على أهمية تطوير الفقرات العلمية والثقافية في النسخ المقبلة، بما يلبي تطلعات جميع مكونات المجتمع المحلي.
وعلى سبيل الاعتراف فإن نجاح هذه الدورة الأولى يعود إلى التعاون الوثيق بين جماعة أكادير ملول رئاسة وأعضاء على رأسهم السيد حسن الحمدوني والسلطات المحلية والقوات المساعدة والدرك الملكي، إضافة إلى الجهود الكبيرة التي بذلها شباب اللجنة المنظمة، والأساتذة المشاركون، والمتطوعون في خدمة الضيافة بدار الطالب والطالبة، والجمعية الخيرية الإسلامية. ولا يمكن إغفال دور فعاليات المجتمع المدني، وفي طليعتهم الفاعل الجمعوي السيد أحمد واسمي، إلى جانب مجموعة من البرلمانيين ورؤساء الجماعات الذين حضرو وواكبوا هذه التظاهرة، فضلا عن أبناء الجالية المغربية الذين أسهموا في إنجاح هذا الحدث الثقافي والاجتماعي الهام.
وأخيرا، يجوز القول أن الدورة الأولى من مهرجان المهاجر بأكادير ملول كانت ناجحة بكل المقاييس، رغم مواجهتها لبعض التحديات التي لا بد منها في مثل هذه التظاهرات التأسيسية والتي مازالت في مهدها، لكن ويقينا بفضل التعبئة الشاملة والتنسيق بين مختلف الفاعلين الغيوريين فإن هذه التحديات ستتجاوز وستحسن أكثر في الدورات المقبلة بحول الله،
وختاما، يظل الهدف هو أن يصبح مهرجان المهاجر موعدا سنويا يزداد تأثيرا وتجسيدا للتنوع الثقافي والطاقات الإبداعية للمنطقة، مع الحرص على تمثيل جميع ساكنة أكادير ملول تمثيلا يليق بمكانتها وتاريخها ليصير المهرجان رافعة للتنمية في مختلف جوانبها تحت إطار مجتمع مستوعب للتحولات ومنخرط في مواجهة التحديات.
بقلم: يونس أبرشاح إطار بوزارة التربية الوطنية وعضو بالبرلمان المغربي للشباب.