متابعة :ميلودة جامعي
قضت هيئة حوادث السير في المحكمة الابتدائية بمدينة مراكش، في جلستها يوم أمس الإثنين الموافق لخامس يونيو الجاري، بإدانة الرئيس السابق لجماعة لمزوضية بعقوبة السجن لمدة سنة نافذة، بعد تورطه في حادث القتل الخطأ الناتج عن حادث سير. كما تمت إدانة شقيقه بعقوبة السجن لمدة شهر واحد نافذ.
تعود تفاصيل القضية إلى صباح يوم الاثنين الثامن من شهر مايو الماضي، حيث قامت قوات الدرك الملكي في مركز لوداية بتوقيف الرئيس السابق لجماعة لمزوضية وشقيقه، على خلفية حادث سير مميت أسفر عن وفاة طفلتين شقيقتين في جماعة لوداية. تم احتجازهما في حالة اعتقال وتقديمهما أمام المحكمة الابتدائية في نفس اليوم.
وفي التفاصيل، تمكنت قوات الدرك الملكي في مركز لوداية وبالتعاون مع الدرك في شيشاوة، من توقيف الرئيس السابق لجماعة لمزوضية بعد هروبه إثر ارتكابه الحادث المميت.
شهد محيط مقر الدرك الملكي حالة من الاستنفار والغضب عند وصول سيارة الدرك التي تقل المتهم، حيث قام رجال الدرك بتأمين المكان ومنع بعض المواطنين المستاءين من اقتحام المركز.
احتج العديد من المواطنين في جماعة لوداية بالضاحية الغربية لمدينة مراكش، أمام مركز الدرك الملكي، مطالبين بتشييع جثماني الطفلتين الشقيقتين إلى مثواهما الأخير، ومطالبين بمحاكمة ومحاسبة المتهم في هذه الحادثة المأساوية التي هزت دوار أبي السباع بلوداية.
تجدر الإشارة إلى أن جماعة لوداية، التي تقع على بعد حوالي 22 كيلومترًا إلى الغرب من مدينة مراكش، شهدت في ليلة الخميس الرابع من شهر مايو الماضي، حادثة سير مروعة أدت إلى وفاة طفلتين وإصابة فتاة أخرى في التاسعة عشرة من العمر بجروح خطيرة.
ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها الصحيفة، فإن الحادث وقع في دوار أبي السباع بالقرب من مركز الدرك الملكي، حيث كانت الضحيتين، اللتين تبلغان من العمر 5 و10 سنوات، تعبران الطريق الوطنية رقم 8 بصحبة الفتاة الثالثة عندما دهسهن الرئيس السابق لجماعة لمزوضية الذي كان يقود سيارة من نوع “هيونداي” سوداء اللون. أدى الحادث إلى وفاة الطفلتين الشقيقتين على الفور وإصابة الفتاة الأخرى بكسور وجروح خطيرة.
تشير المعلومات إلى أن الحادث وقع عندما حاول عضو المجلس الجماعي الحالي لجماعة لمزوضية التجاوز بسرعة زائدة، علمًا أن السرعة المسموح بها في ذلك المقطع الطرقي هي 40 كيلومترًا في الساعة.
أثارت هذه الحادثة حالة من الحزن والغضب بين سكان جماعة لوداية ودوار أبي السباع بشكل خاص، خاصة وأن الشهود يشهدون بأن الرئيس السابق لجماعة لمزوضية كان يقود بشكل غير طبيعي ولاذ بالفرار بعد ارتكاب الحادث، حيث لم يسلم نفسه للسلطات المحلية أو قوات الدرك الملكي القريبة من موقع الحادث.
يشير المواطنون إلى أن المتهم المذكور سبق له ارتكاب العديد من الحوادث على الطريق الرابط بين جماعة لوداية ومدينة مراكش، بما في ذلك حوادث في عزيب فليل ودوار فرانسوا.
تعبيرًا عن غضبهم واستياءهم من هذه الحادثة المروعة، نظم العشرات من سكان جماعة لوداية وقفة احتجاجية أمام مركز الدرك الملكي، مطالبين بتشييع جثماني الطفلتين الشقيقتين ومطالبين بالقبض على المتهم في هذه الكارثة.
وفي هذا السياق، أرسلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة في مراكش رسالة مفتوحة إلى الوكيل العام للملك في محكمة الاستئناف بمراكش وقائد الدرك الملكي، حثت فيها على فتح تحقيق في حادثة وفاة الطفلتين الشقيقتين في جماعة لوداية وتطبيق العقوبات القانونية المناسبة على المتهم في هذه الكارثة الفظيعة.
باختصار، قررت هيئة حوادث السير في محكمة الابتدائية بمراكش إدانة الرئيس السابق لجماعة لمزوضية بالحبس لمدة سنة بعد توجيه تهمة القتل الخطأ له في حادث سير أودى بحياة طفلتين. كما أدين شقيقه بالحبس لمدة شهر واحد نافذ. تمت إحالة الرجلين على المحاكمة في نفس اليوم وتم وضعهما في حالة اعتقال بعد تورطهما في الحادثة ومحاولة الفرار من موقع الحادث.