مراجعة لرواية “المشي في حقل الألغام” للروائي صلاح الدين أقرقر

شأنكم7 ديسمبر 2020Last Update : 4 سنوات ago
شأنكم
اصدارات وكتبجهوية
مراجعة لرواية “المشي في حقل الألغام” للروائي صلاح الدين أقرقر

“المشي في حقل الألغام” رواية للكاتب والروائي صلاح أقرقر، صدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون، ودار ثقافة للنشر والتوزيع 2020 ، وتقع في 343 صفحة من القطع المتوسطة، وجاءت مقسمة إلى 22 فصلا: “الهروب إلى الوجع”، “شقوق الفراغ”، “الفيلسوف المتمرد”، “حديث الروح”، “في رعاية الشيطان”….
الرواية تعد ثالث عمل أدبي للكاتب بعد روايتي “وإذا الأحلام وئدت” 2018، “ملاكان وشيطان” 2019.
هل الحياة قاسية لهذه الدرجة لتحويلنا إلى أحياء أموات؟
الحياة عنيدة مهما هربنا من جحيمها تلقي بنا إلى نهر يفوقنا قوة وجبروتا، يجرفنا إلى المجهول، ونستسلم طواعية للخذلان، ونفترش أرض الآهات والويلات.
كل من قرأ الرواية لا شك وجد نفسه بين صفحاتها ويخيل له أن أحمد وفاطمة يسردان واقعه ومأساته وانشغاله في الحياة.
أحسست بكمية كبيرة من الحزن والأسف في الرواية على ما نعيشه في مجتمعنا من خذلان، ظلم، اغتصاب، وقتل، وخيانة، وجنس المحارم، وقتل الأطفال…
تألمت بشدة وأنا أقرأ فصول الرواية التي تتحدث عن البطالة، الخيانة الزوجية، الدعارة، اللواط، السياحة الجنسية، الشعوذة، جنس المحارم، الارهاب، قتل الأطفال،…
-المشي في حقل الألغام:
رواية اجتماعية نفسية رومانسية فلسفية، هذا لا يدل إلا على براعة الكاتب وحنكته وقوة فكره، تجلى ذلك في تعرضه لعدة مشكلات اجتماعية ونفسية وفلسفية قديمة وحديثة، وتجسد ذلك في اختيار شخصيات ليكونوا ستارا لأوجاعنا نراهم بأنفسنا ونرى أنفسنا بداخلهم، حقا من منا لم يتعرض للخذلان والصدمة والخيانة والظلم….
-الحبكة:
لم يعتمد الكاتب التسلسل في الأحداث والحكي، بل مال كل الميل إلى التقديم والتأخير، حيت إنه استخدم أكثر من خط ليسير فيه أبطاله، رغم ذلك فإن انتباه القارئ لن يطاله الثشتت.
– اللغة:
العمل بالكامل باللغة العربية الفصحى، لغة راقية لم تنجرف نحو الركاكة، فقد كانت مزيجا بين اليسر والقوة، أعجبت بكثرة التشبيهات في العمل، والذي لا يخلو من محسنات لغوية رائعة، أعتقد بأن لغة الكاتب هنا ازدادت قوة عن أعماله السابقة.
– السرد:
فالكاتب بأسلوبه يشعرك بأنه يتحدث عن أحداث صادفتها أو عشت فصلا من فصولها، إنه يسرد لحظات حزينة تتخللها أشعة من أمل بين الفينة والأخرى، ما يجعلك لا تكل ولا تمل من الرواية في انتظار تلك اللحظة المفرحة.
– الشخصيات:
برع الكاتب في رسم الشخصيات بتقلباتهم وميولهم وصفاتهم المحسوسة ليسهل على القارئ تخيلهم على الورق.
– النهاية:
ربما بداية لفصول رواية أخرى.
ملحوظة صغيرة فقد أقحم الكاتب البعد الفلسفي في عمله، خصوصا في الفصول الأولى، فمن النادر ما نجد حوارات فلسفية داخل الجنس الأدبي “الرواية”.
رواية “المشي في الألغام” عمل رائع يستحق الجزء الثاني، بالتوفيق للكاتب.

مراجعة بقلم كمال العود.

خبار عاجل

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...لمعرفة المزيد

موافق