بقلم:ميلودة جامعي
تعتبر مخاطر التدخين واضحة للجميع في الوقت الحاضر. فمن خلال الدراسات العلمية، أثبتت العديد من الأبحاث الصحية أن التدخين يعد أحد أكبر الأسباب المؤدية إلى الأمراض القاتلة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية. وفي الواقع، فإن الأرقام تكشف عن استهلاك متزايد للسجائر في المغرب، حيث يقدر بحوالي 15 مليار سيجارة سنويا، وهذا يعد أمرًا قلقًا للغاية.
ما يثير القلق أكثر هو انتشار التدخين في أوساط المراهقين والشباب. وفقًا لتقارير الدكتورة ليلى بشرة، فإن 20% من تلاميذ الثانويات في المغرب يتعاطون التدخين. وما يجعل الأمور أكثر تعقيدًا هو الدور السلبي الذي تلعبه السجائر الإلكترونية في زيادة انتشار التدخين بين الشباب.
في البداية، طُرحت السجائر الإلكترونية كحل مساعد للإقلاع عن التدخين التقليدي. ومع ذلك، فقد تحولت هذه السجائر إلى بوابة لإدمانات أخرى أكثر خطورة. فعلى الرغم من أن بعض السجائر الإلكترونية تحتوي على نسبة من النيكوتين، إلا أنها تُروج كوسيلة للتدخين بطريقة أقل ضررًا. وهذا يجعل الشباب يقبلون على استخدامها بشكل أكبر، مما يعرضهم لمخاطر صحية أكبر في المستقبل.
في بعض الدول مثل اليابان واستراليا، يتطلب شراء السجائر الإلكترونية وصفة طبية من الصيدليات. ويتم تنظيم ومراقبة استخدامها بشكل دقيق، حيث يتم التحكم في نسبة النيكوتين وتقليلها تدريجيًا حتى يتمكن الشخص من الإقلاع عن التدخين بشكل نهائي. ومع ذلك، في العديد من البلدان، تتوفر السجائر الإلكترونية بسهولة للجمهور بدون أي ضوابط صارمة، مما يترك المجال لانتشارها بشكل غير مسبوق بين الشباب.
بالإضافة إلى ذلك، يجب الإشارة إلى أن التدخين يؤثر أيضًا على غير المدخنين الذين يتعرضون للدخان المنبعث من السجائر، وهو ما يُعرف بالتدخين السلبي. فهذا الدخان الثانوي يحتوي على مواد سامة ومسرطنة تضر بالصحة وقد تؤدي إلى تطوير مشاكل صحية خطيرة مثل أمراض الجهاز التنفسي والأمراض القلبية.
للتغلب على هذه المخاطر، يجب أن يكون هناك توعية قوية وحملات إعلامية مكثفة لتوضيح مخاطر التدخين .