عبد الرزاق هميش
في ظلّ تسييرٍ محليّ تغلب عليه العشوائية وغياب الرؤية، تحوّلت مدينة أولاد تايمة إلى عروسٍ قبيحة، تُزيّنها يد أمّها ظنًّا منها أنها قادرة على خداع العريس. لكنّ المساحيق لا تُخفي الملامح، والتجميل لا يُلغي القبح العميق.
الأشغال التي تُنجز هنا وهناك، لا تعدو كونها محاولات يائسة لتلميع واقع متدهور. ترقيعات سطحية، إسفلت يُفرغ على عجل، وفتات إصلاح يُقدَّم على أنه منجزات… وكلها لا تختلف في شيء عن “العكر فوق الخنونة”؛ مظهر لا يصمد أمام أوّل اختبار، ولا يخدع إلا من لا يعرف المدينة.
السيدة بوهدود، بصفتها رئيسة مجلس جماعة أولاد تايمة، تتحمّل كامل المسؤولية في النهوض بالمدينة، لكنها للأسف لم تقدّم سوى الوعود والشعارات، فيما الواقع يزداد سوءًا، والمواطن يزداد يأسًا.
ومن المثير للشفقة أن تُقدَّم أعمال الصيانة الروتينية على أنها إنجازات خارقة. فإفراغ بعض “الزفت” أو “الكدرون” على الطرقات لا يُعدّ قفزة تنموية، بل مجرد تنفيذ لواجب تأخّر كثيرًا، وتأتى فقط بعد تصاعد الانتقادات.
أولاد تايمة لا تحتاج إلى مساحيق سياسية ولا إلى تزيين مزيف، بل إلى مشروع حقيقي، شجاع، يضع حدًّا لعبث التدبير ويمنح للمدينة ما تستحقه من كرامة واهتمام.
وفي حضرة بوهدود، كل ما يحدث حاليًا لا يعدو كونه تزيينًا لواقع متهالك… “عكر فوق الخنونة”، لا أكثر.