في الوقت الذي دعا فيه التوجيه الملكي السامي إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى لهذه السنة، حفاظاً على الثروة الحيوانية الوطنية وتخفيفاً من العبء الاقتصادي على المواطنين، تعرف أسواق إقليم دكالة، في الأيام الأخيرة، إقبالاً لافتاً على شراء الأضاحي.
ورغم أن التوجيه لم يكن ملزماً من الناحية القانونية، فقد شكّل دعوة صريحة إلى التضامن الوطني، في ظل ظرفية اقتصادية دقيقة تمر بها البلاد، إلا أن عدداً من المواطنين شرعوا فعلاً في اقتناء “الحوالة”، مبرّرين ذلك بأنها مخصصة لمناسبات أخرى، على رأسها “العقيقة”.
وفي تصريح لموقع “النهار”، قال أحد البائعين بنبرة تحمل شيئاً من السخرية: “هاد الشهر كلشي تزاد عندو المولود، الناس كيشريو الحوالة باش يديرو العقيقة، ماشي باش يضحّيو”. وأضاف المتحدث ذاته أن قرار ذبح الأضحية أو العدول عنه يظل، في نهاية المطاف، مسألة شخصية، تعود لقناعات كل مواطن على حدة.
ويؤكد هذا التباين في التعاطي مع التوجيه الملكي، أن مدى الامتثال يختلف باختلاف الظروف الاجتماعية والاقتصادية لكل فرد، رغم أن الهدف الأسمى لهذا التوجيه يبقى وطنياً بامتياز، يتمثل في الحفاظ على مكونات السلسلة الفلاحية، وضمان استدامة الثروة الحيوانية، وكذا دعم القدرة الشرائية للمواطنين.
ويجسد تجاوب فئة واسعة من المواطنين مع هذا التوجيه قوة القيم المغربية الأصيلة القائمة على التضامن والتآزر، ويعكس ارتباط الشعب المغربي بقيادته، والتفافه حول جلالة الملك محمد السادس، باعتباره رمز الوحدة والضامن للأمن والاستقرار، لاسيما في مثل هذه اللحظات المفصلية التي تتطلب تضحيات جماعية من أجل الصالح العام
