غياب الصيانة يفاقم معاناة السكان ومطالب بربط المسؤولية بالمحاسبة
تحرير المقال : عالي البريكي
بقلم : أنوار العسري
يعد قسم الأشغال من بين أهم المصالح الحيوية في أي جماعة ترابية إذ يعول عليه في تحسين البنيات التحتية وتجويد ظروف العيش غير أن ما تعيشه بعض المدن يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى قيام هذا القسم بمهامه الفعلية على أرض الواقع
في شوارع وأزقة عديدة تنتشر الحفر بشكل يثير القلق حيث تحولت بعض المسالك إلى أفخاخ تهدد سلامة الراجلين والسائقين في الآن ذاته مما يثير استياء السكان ويدفعهم للتساؤل عن سبب غياب الصيانة رغم وجود مخصصات مالية لهذه الأغراض
ومن جانب آخر تعاني المساحات الخضراء من تدهور واضح حيث أضحت أرضا جافة فاقدة لحيويتها وذلك بفعل الإهمال وغياب التتبع رغم التعاقد مع شركة مختصة في الصيانة والسقي وهو ما يحرم المدينة من وجه جمالي مهم كان يفترض أن يسهم في تحسين المشهد الحضري
كما تعرف بعض الأحياء بين الفينة والأخرى انقطاعا تاما للإنارة العمومية وهو ما يخلق حالة من الهلع في صفوف السكان خاصة في الفترات الليلية حيث تتزايد المخاوف من التعرض للاعتداءات أو السرقة مما يعكس هشاشة البنية التحتية المرتبطة بالأمن العمومي
ولا تقف المظاهر السلبية عند هذا الحد إذ أن الممرات الخاصة بالراجلين تفتقد للصيانة والصباغة مما يضعف مقومات السلامة الطرقية ويؤكد غياب استراتيجية واضحة في تدبير الفضاءات العمومية ويعزز الإحساس بالإهمال الذي يتقاسمه المواطنون يوميا
أمام هذا الوضع المتدهور يتساءل المواطنون عن المسؤول الحقيقي وراء هذه الاختلالات ويتوجه النقد إلى رئيس المجلس الجماعي باعتباره من فوض الصلاحيات لقسم الأشغال في إطار الهيكلة التنظيمية المعتمدة وهو ما يفتح الباب أمام المطالبة بتفعيل آليات المراقبة وربط المسؤولية بالمحاسبة عند ثبوت التقصير
وفي ظل هذه الإخفاقات لم تعد مطالب الساكنة تتجاوز حدود توفير أبسط شروط العيش من قبيل طرق صالحة للاستعمال وإنارة كافية ومساحات خضراء فعلية وهي مطالب مشروعة لا يمكن بلوغها دون إرادة سياسية صادقة وتدبير عقلاني وشفاف يضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار
