تحولت عطلة صيفية إلى فاجعة مأساوية في صفوف رجال السلطة، بعدما لقي قائد الملحقة الإدارية الثالثة بمدينة بوزنيقة مصرعه أثناء قضاء عطلته بإسبانيا، في ظروف لا تزال تفاصيلها الكاملة غير معلنة حتى الآن.
الفقيد، الذي يُعد من القادة الشباب المعروفين بنشاطهم الميداني، كان من بين عدد من رجال السلطة الذين استفادوا مؤخرًا من عطلتهم السنوية، بعد أن أعطت وزارة الداخلية الضوء الأخضر لتنظيم إجازات الأطر الإدارية، في ظل ضغط العمل اليومي وتعدد المهام الميدانية.
وأكد خبر الوفاة المستشار الجماعي والرئيس السابق لجماعة المحمدية، حسن عنترة، من خلال تدوينة على حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك”، عبّر فيها عن حزنه العميق لفقدان الراحل، دون أن يُفصح عن تفاصيل الحادث، مما زاد من حالة الحزن والتساؤل بين زملائه وعموم رجال السلطة.
ضغط المهنة وتحديات الميدان
ويأتي هذا الحادث ليعيد إلى الواجهة النقاش الدائر حول الضغوط المتزايدة التي يعيشها رجال السلطة، خاصة الشباب منهم، في ظل المهام اليومية التي تشمل تطبيق القانون، محاربة البناء العشوائي، تدبير الملفات الاجتماعية، وحملات تحرير الملك العمومي، إلى جانب المواسم الانتخابية والأدوار الأمنية المتعددة.
ورغم أن العطلة تُعد حقًا مشروعًا لهؤلاء الأطر، فإن وفاة القائد الشاب فجأة وفي وقت راحته، تفتح تساؤلات حول التوازن بين الحياة المهنية والشخصية داخل منظومة تشتغل أحيانًا في الظل، وبتقدير مجتمعي وإعلامي محدود.
غياب بلاغ رسمي وانتظار التوضيح
إلى حدود اللحظة، لم تُصدر وزارة الداخلية أي بلاغ رسمي بشأن ملابسات الوفاة، مما يفتح المجال أمام التأويلات في انتظار توضيح رسمي ينهي الجدل، ويُكرّم الفقيد بما يليق بتضحياته ومساهماته الميدانية.
الواقعة المؤلمة تطرح أيضًا الحاجة إلى مقاربة أكثر شمولًا في تدبير الموارد البشرية داخل قطاع الداخلية، تشمل الدعم النفسي والمتابعة الصحية، بما يُراعي الجانب الإنساني لرجال السلطة، خصوصًا في ظل التحولات المتسارعة والتحديات اليومية المتزايدة.
