في إطار تخليد الذكرى العشرين لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قام سمير اليزيدي عامل إقليم قلعة السراغنة بزيارة ميدانية إلى مركز الأطفال في وضعية صعبة بمدينة العطاوية حيث تندرج هذه المبادرة ضمن الجهود المبذولة على المستوى الإقليمي لتكريس حقوق الطفولة الهشة والارتقاء بمستوى الخدمات الموجهة لهذه الفئة التي تستدعي اهتماماً خاصاً وعناية مستدامة
وتعكس هذه الزيارة انخراط السلطات المحلية في مسار تعزيز الرعاية الاجتماعية من خلال الوقوف المباشر على واقع المؤسسة وتقييم مدى جاهزيتها لتقديم خدمات متكاملة للأطفال في وضعيات صعبة إذ يسعى المركز إلى تهيئة بيئة صحية وآمنة تضمن لهؤلاء الأطفال الحد الأدنى من الاستقرار النفسي والاجتماعي مع توفير الرعاية الطبية والتربوية اللازمة لمرافقتهم نحو مسار إدماج فعّال في المجتمع
ويتوفر المركز على بنيات ومرافق متنوعة تشمل قاعة استقبال وإدارة وقاعة للتمريض وفضاء للدراسة وقاعة للألعاب بالإضافة إلى أجنحة مخصصة حسب الفئات العمرية ما يعكس توجهاً واضحاً نحو تأمين إطار منظم ومتكامل يوفر حاجيات الأطفال الأساسية من تغذية ورعاية صحية وتربية وتأهيل نفسي واجتماعي
وقد شدد عامل الإقليم خلال هذه الزيارة على الأهمية البالغة لهذا النوع من المؤسسات داعياً إلى مضاعفة الجهود وتعزيز التنسيق بين كافة المتدخلين من سلطات محلية وهيئات المجتمع المدني وفاعلين اجتماعيين لضمان استمرارية الخدمات وتحسين جودتها مؤكداً أن رعاية الطفولة في وضعية صعبة ليست مسؤولية قطاعية محصورة بل هي مسؤولية جماعية تتطلب تظافر الجهود لتحقيق أهداف التنمية البشرية في بعدها الإنساني والاجتماعي
وتأتي هذه الزيارة كتجسيد لروح التضامن الاجتماعي وتعزيز قيم العدالة الاجتماعية من خلال دعم الفئات الهشة وتأمين شروط الإدماج السليم للأطفال الذين يعيشون أوضاعاً اجتماعية معقدة حيث تُسهم مثل هذه المبادرات في ضمان مستقبل أفضل لهم وتمكينهم من تجاوز ظروف الهشاشة والانخراط بفعالية في نسيج المجتمع
وتُعد هذه الوقفة التفقدية أيضاً رسالة تقدير وتشجيع للعاملين في الحقل الاجتماعي وتأكيداً على أهمية استمرار العمل التشاركي وتوفير الإمكانيات الضرورية لتطوير مثل هذه المشاريع الاجتماعية حتى تظل متناغمة مع الرؤية الإستراتيجية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووفية لأهدافها النبيلة في تعزيز التنمية المندمجة والارتقاء بأوضاع الفئات الأكثر هشاشة