سينما الاحد: الفيلم الامريكي ( سبوت لايت) للمخرج الامريكي توم مكارتي: السلطة الرابعة ودورها التنويري.

بقلم ناصر الحرشي…….
ترتكز قصة فيلم ( سبوت لايت ) على احداث واقعية جرت في مدينة بوسطن الامريكية .ابطالها مجموعة من القساوسة اعتدوا جنسيا على العشرات من الاطفال وهذا بعلم مسبق من الابرشية التي غطت على جرائمهم .وقد تفجرت الفضيحة سنة2002 عن طريق فريق بقعة ضوء الذي يشتغل في صحيفة بوسطن غلوب .مما ادى بالكاردينال برناردولو الى تقديم استقالته الى الفاتيكان .انطلاقا من هذه القصة او هذه الجريمة الاخلاقية التي قام بها عصبة من رجال الدين المسيحيون قدم المخرج الامريكي توم مكارتي مع كاتب السيناريو جوش سنيكل هذا النص الفيلمي الفضائحي لهؤلاء الشواذ جنسيا ومن خلال فضاء مخفر الشرطة القي القبض على احدهم معروف في الاوساط الكنائسية بنزواته الشاذة .ومن هنا يظهر ضابط شرطة وهو يعطي اوامره لرجاله كي يبعدوا مراسلي الصحف ،ليكون هذا المشهد بمثابة المقدمة العامة التي ترسم الخطوط العريضة للفيلم .هذه الانطلاقة المميزة كانت كفيلة بان تجعلنا ندخل في اجواء الفيلم وخباياه .من وجهة نظر الصحافة الاستقصائية ( بقعة ضوء) ولاسباب موضوعية عالج الفيلم هذه القضية التي اثارت الرأي العام .فهذا الطاقم هو الذي كشف الجريمة وفجرها .كما فضح الفيلم الاعيب المحامي الفاسد والماكر الذي استفاد من صفقات بينه وبين القساوسة ( وهو ايريك ماكليش) وفي المقابل هناك محامي الضحايا الرجل النزيه ( ميتشل) الذي سعى سعيا حثيثا لاظهار الحقيقة .وقد ابرز هذا الفيلم ايضا بأن الصحافة هي سلطة رابعة عن طريقها ارغم فريق التحقيق بالا يكون الجزاء مقتصرا على تقديم القساوسة لاعتذاراتهم بعض نشر التقرير بل ان يحاكموا وان يزعزع النظام الكنائسي ويعاد تشكيله كي لاتتكررهذه النازلة ،وقد تحقق ذلك مما اثبت الدور التنويري الذي يمكن ان تقوم به الصحافة في المجتمع.