في خطوة علمية وُصفت بالتاريخية، أعلنت رئيسة الوكالة الفيدرالية الطبية والبيولوجية الروسية (FMBA) أن لقاحاً روسياً جديداً لعلاج السرطان أصبح جاهزاً للاستخدام، بعد أن اجتاز بنجاح مرحلة التجارب ما قبل السريرية، في انتظار الضوء الأخضر من وزارة الصحة الروسية للانتقال إلى المرحلة السريرية.
وجرى الإعلان عن هذا الإنجاز خلال فعاليات منتدى الشرق الاقتصادي بمدينة فلاديفوستوك، حيث أوضحت فالنتينا سكفورتسوفا أن اللقاح يستهدف في مرحلته الأولى سرطان القولون والمستقيم، أحد أكثر أنواع السرطان انتشاراً، وقد أظهرت نتائجه قدرة عالية على تقليص حجم الأورام بنسبة تتراوح بين 60% و80%، مع إبطاء نموها وزيادة معدلات البقاء على قيد الحياة.
نتائج واعدة وأبحاث موازية
أكدت التجارب أن اللقاح يتميز بالسلامة حتى مع تكرار الجرعات، إلى جانب فعاليته المرتفعة في وقف تقدم المرض. كما تعمل المراكز الروسية حالياً على تطوير لقاحات أخرى تستهدف أوراماً أكثر خطورة، مثل الورم الأرومي الدبقي (Glioblastoma) وبعض أشكال الميلانوما، بما في ذلك الميلانوما العينية، والتي وصلت مراحل متقدمة من التطوير.
دعم سياسي وعلمي
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد كشف في وقت سابق أن روسيا تقترب من إنتاج لقاحات فعّالة ضد السرطان، مشيراً إلى أن عام 2023 وحده شهد تسجيل أكثر من 530 دواء محلياً بفضل التقدم العلمي.
وفي السياق ذاته، أوضح مدير مركز “غاماليا” الروسي، ألكسندر غينتسبورغ، أن اللقاح الجديد يعتمد على البيانات الجينية الخاصة بكل مريض، ما يجعله علاجاً شخصياً يختلف عن الأدوية التقليدية، مشيراً إلى أن الاهتمام الدولي باللقاح كبير، حيث تلقت موسكو طلبات من نحو 12 دولة لمتابعة نتائجه.
منصة للإعلان الاستراتيجي
يُذكر أن الإعلان جاء على هامش الدورة العاشرة لمنتدى الشرق الاقتصادي، الذي احتضنته فلاديفوستوك بين 3 و6 سبتمبر الجاري، بمشاركة واسعة من أكثر من 75 دولة، مما جعله منصة بارزة للكشف عن هذا التطور العلمي.
هذا التقدم يعزز آمال ملايين المرضى حول العالم في أن يصبح اللقاح الروسي بداية لعصر جديد من العلاجات المناعية الموجهة ضد السرطان، ويفتح الباب أمام مرحلة قد تغيّر مستقبل مكافحة أحد أخطر الأمراض التي تواجه البشرية.
