بقلم : الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
كل المنصات الاجتماعية تقريبا تناولت خبر افتراس حوت الاوركا لمدربته جيسيكا ، وقد تعاطف معها كل من شاهد فيديوهاتها مع الحوت الضخم ونهايتها المأساوية على بده .
ومع الانتشار الكبير لقصتها ، خرجت بعض المنابر الإعلامية تؤكد ان الخبر صحيح لكنه قديم ولم يحدث هذه الايام ، ومن وسائل الإعلام من ذكرت ان الفيديوهات مفبركة ، وهي من إعداد الذكاء الاصطناعي ليس إلا .
وقد تفاعل رواد التواصل الاجتماعي مع القصة بشكل كبير ، وشاركوها على نطاق واسع ، حتى أصبحت حديث الساعة بدون منازع ، بل واعتلت التريند على كل المنصات .
وقصة جيسيكا تتمثل في كونها ربت واعتنت بحوت الأوركا لخمس سنوات واحبته واحبها ولاعبته ولاعبها حتى فاجأه بالتهمامها عبر مراحل كفريسة ، حيث بدا اكلها من اليدين ثم الرجلين ثم انتقل لسائر الجسد ، وانتهت حياتها بهذا الشكل الفظيع .
يبدو ان غريزة حوت الاوركا غلبت عليه ، ومن زعم أن المدربة كانت في فترة الحيض، وهو ما دفع الحوت لمهاجمتها “لكرهه رائحة الدم”. وبين التضخيم والمبالغة، انتشر الخبر الصادم ، دون تحقق أو تدقيق .
آخر الأخبار تؤكد ان القصة كلها من صنع الخوارزميات ، وليست حقيقية بالمرة ، مع انها اكتسحت وسائل الإعلام فضلت عن المنصات الاجتماعية واصبحت القصة الاولى من حيث الانتشار على الصعيد العالمي .
وجاء على لسان مروجي الشائعات: “وفقًا لشهادات بعض الموظفين، فإن المدربة جيسيكا رادكليف، وفي صباح يوم الحادثة وقبل بدء العرض، لاحظت أن الحوت لم يكن في حالته الطبيعية. سارعت إلى إبلاغ المدير بالأمر، إلا أن الأخير شدد على ضرورة استمرار العرض، مبررًا ذلك بحضور جماهير من مناطق بعيدة ودفعهم مبالغ معتبرة”.
وأن مأساة جيسيكا وقعت خلال ذلك العرض ، حيث هاجم الحوت المدربة، و أدى إلى وفاتها في مشهد صادم هزّ الحضور وأثار جدلاً واسعًا حول مسؤولية إدارة المكان وإجراءات السلامة المتبعة”. دائما وفق رواية مروجي الشائعات .
الحقبقة باختصار أن المدربة التي بكى لأجلها الملايين عبر العالم ليست موجودة أصلاً، وقد تمت فبركة القصة من الاساس من مقاطع قديمة، أبرزها لحادثة حقيقية تعود إلى عام 2010.
وقد تم تركيب هذه المقاطع ، ويعود بعضها لحيتان تقفز في الماء، وبعضها الآخر مأخوذ من وثائقيات أو حوادث سابقة، وعلى رأسها حادثة مقتل Dawn Brancheau، المدربة الأمريكية الشهيرة في حديقة SeaWorld بأورلاندو، والتي قضت على يد حوت أوركا يُدعى “Tilikum”.
المسؤول الاول والأخير عن الانتشار الكبير لقصة جيسيكا هي خوارزميات التواصل الاجتماعي وطريقة عملها ، حيث تعتمد نسبة الإعجاب والمشاركة فضلا عن التعليقات وهو ما كان كبيرا بالنسبة لفيديو قصتنا .
جدير بالذكر انه لا ادلة رسمية تؤكد وقوع الحادث او صحة القصة ، وما تداولته المنصات الاجتماعية وحتى اسم جيسيكا رادكليف مجرد شخصية وهمية . والقصة باختصار تعتبر نمطا معروفا في دائرة الأخبار الزائفة تبدأ بعناوين جذابة لفيديوهات مجهولة المصدر …