طارق_بنحسي
أولئك الذين يسيرون خلف أعداء الوطن، في الداخل والخارج ، ممن يسعون إلى زعزعة النظام الملكي في المغرب والترويج لفكرة الجمهورية، ويحاولون إقناع أتباعهم السذج بأن مصدر كل مشاكل البلاد هو الملكية، وبأن المغرب لو أصبح جمهورية فسيحاكي نماذج ناجحة كفرنسا أو ألمانيا أو الولايات المتحدة.
لكن ما يغيب عن هؤلاء “الطوابرية والحقداويين” أن الطريق الذي يسلكونه لا يقود إلى تلك النماذج المتقدمة، بل إلى أنظمة جمهورية مأزومة، يصبح فيها الرئيس ملكا دون تاج، يزور الانتخابات، ويطيل مقامه في السلطة، بل أحيانا يورثها كما يفعل الملوك الذين يتهمونهم. انظر مثلا إلى تونس التي غرقت في أزمات سياسية واقتصادية خانقة تحت قيادة الرئيس قيس سعيد، حيث تراجع مستوى المعيشة، وتدهورت المؤسسات الديمقراطية، وتقلص هامش الحرية. أو إلى الجزائر التي تحكمها سلطة عسكرية غير خافية، جعلت من المشهد السياسي واجهة شكلية تغيب فيها الإرادة الشعبية الحقيقية وتقبر فيها الكفاءات.
وإذا نظرنا إلى طبيعة مجتمعات شمال إفريقيا، وخاصة المغرب، ندرك أن شعوب المنطقة ليست كيانات متجانسة، بل تتكون من مكونات غنية ومتنوعة: عربية وأمازيغية وصحراوية وريفية، يجمعها تاريخ مشترك ووحدة روحية وثقافية متجذرة. وما يوحد المغاربة ويصون تماسكهم هو مؤسسة الملكية وإمارة المؤمنين، التي تشكل رمز الاستمرارية وضامن الوحدة الوطنية في وجه كل رياح التفرقة والتيه.
وهناك أمثلة أخرى لأنظمة جمهورية تحولت إلى دول يغلب فيها الفساد والاستبداد، مثل سوريا التي تعيش منذ سنوات في دوامة من الحرب والانقسام، واليمن الذي انهار تحت وطأة الصراعات والتدخلات، وليبيا التي أصبحت مسرحا للفوضى بعد سقوط نظامها.
إن المغرب، بنظامه الملكي الدستوري القائم على الإصلاح والتوازن، يظل نموذجا فريدا في الاستقرار والتدرج السياسي. وقد أثبتت التجارب أن إسقاط الملكيات والأنظمة السياسية المستقرة لا يؤدي بالضرورة إلى الديمقراطية، بل كثيرا ما يفتح الباب أمام الفوضى أو الحكم الفردي الدكتاتوري.
ولعل دفاعي عن النظام الملكي ليس تعصبا ولا تمجيدا أعمى، بل نابع من محبتي العميقة لوطني وخوفي عليه من مصير الفوضى والضياع الذي عرفته شعوب كثيرة حين انساقت وراء شعارات براقة انتهت بها إلى الخراب والانقسام. فالمغرب، بملكه ومؤسساته، هو حصننا الأخير ضد كل ما يهدد وحدتنا ومستقبلنا.
قال تعالى: ” واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ” صدق الله العظيم




