حين تتهيأ الظلال لوريث النور: الشيخ الذي يفهم لغة ولي العهد

عالي Brigui شأنكم29 يونيو 2025Last Update : شهر واحد ago
عالي Brigui شأنكم
رأي خاص
حين تتهيأ الظلال لوريث النور: الشيخ الذي يفهم لغة ولي العهد

حين تتهيأ الظلال لوريث النور: الشيخ الذي يفهم لغة ولي العهد

في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى النخب الجديدة القادرة على صناعة التوازن بين الروح والوطن، وبين الأصالة والتجديد، يبرز اسم الشيخ مولاي رزقي كمال الشرقاوي القادري، شيخ الطريقة القادرية الرازقية المباركة، كأحد الوجوه المغربية الصاعدة، التي تجمع في شخصها بين النفَس الصوفي العميق والوعي الوطني المتبصّر.

من فاس إلى كردستان: حضور لا يمر دون أن يُسجَّل

خلال جولته الدعوية الأخيرة إلى العراق وتركيا، لم يكن حضور الشيخ الشاب مجرّد نشاط صوفي عابر، بل بدا وكأنه تحرك محسوب بخطى واثقة، عنوانه “المحبة” ومرجعيته “الوطن”، وحدوده “العالم الإسلامي”. كان الوفد المغربي – برئاسته – محط أنظار الطرق الأخرى، لا فقط لرمزية الطريقة التي يمثلها، ولكن أيضًا لِما حمله من انضباط، وذكاء في الخطاب، وأناقة في الأداء.

تمثيل غير رسمي… لكنّه لافت

في مهرجان دولي للطرق الصوفية، اختار الشيخ مولاي رزقي أن يكون ممثلًا لتصوف مغربي معتدل، متجذّر في الولاء للعاهل المفدى أمير المؤمنين محمد السادس نصره الله، دون أن يرفع شعارًا أو يصدر بلاغًا. بل كانت إشاراته كافية، حضوره محسوبًا، وكلماته مضبوطة على نغمة لا يسمعها إلا من تعوّد فهم الرسائل العميقة.

دهاء في الصمت… وحنكة في التحرك

بعيدًا عن ضوضاء الاستعراض، ظلّ الشيخ اليافع يتحرك في صمت مدروس. نسج علاقات روحية مع شخصيات مؤثرة في العراق وتركيا، قدّم الهدايا الرمزية التي تفتح القلوب، وشارك في المحافل الكبرى بكاريزما جعلت كثيرين يعيدون قراءة خريطة القيادات الصوفية القادمة من المغرب.

من يعرف دهاليز الحقل الديني يعلم أن الصمت المدروس، والتحرك الهادئ، والتقدّم غير المباشر، هي لغة “الكبار”، لا لغة من يبحث عن الأضواء. والشيخ مولاي رزقي يتقن هذه اللغة.

إشارات تُقرأ بين السطور…

ربما لا يصرّح الشيخ بذلك، لكن المتابعين يدركون أن رسائل الجولة كانت متعددة الاتجاهات: لأهل التصوف بأن الوقت قد حان لوحدة حقيقية خلف إمارة المؤمنين، وللدوائر العليا بأن هناك طاقات مغربية فتية، مخلصة، ومهيأة لتحمّل أدوار قيادية في خدمة الدين والوطن، لكنها تنتظر الإشارة لا الدعوة، وتتحرك عندما تفهم أن الظرف مناسب، لا عندما يُطلب منها الحضور.

من قلب التصوف إلى قلب الدولة

من خلال بناء تنظيم منضبط للطريقة القادرية الرازقية، وإطلاق مبادرات ذات طابع اجتماعي وتنموي، يبدو أن الشيخ لا يشتغل فقط على البُعد الروحي، بل أيضًا على الجانب المؤسسي، في رؤية تتقاطع مع التوجهات الكبرى للمملكة في تأطير الحقل الديني، وبناء نخب جديدة تتحرك من الداخل بروح الانتماء، لا من الخارج بروح التموقع.

لقد بدت جولة الشيخ مولاي رزقي كمال الشرقاوي القادري، بكل ما تخللها من لقاءات روحية رفيعة وزيارات مقامات الأولياء، وكأنها تمرين رمزي على الدبلوماسية الروحية، وعلى قراءة دقيقة لمآلات التحولات في العالم الإسلامي. غير أن الأهم، وهو ما تلتقطه العين الفاحصة، أن هذه الجولة تكشف عن شخصية ذات مواصفات نادرة: الانضباط في الخطاب، الحكمة في الحضور، والقدرة الفائقة على التوفيق بين الأصالة المغربية والانفتاح العالمي.

وفي ظل التحولات المتأنية التي يعرفها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، واستشرافًا لمستقبل تتعزز فيه أدوار المؤسسات الروحية والثقافية، تبرز شخصيات ذات رمزية خاصة تمتاز بالحكمة والقدرة على التفاعل مع التحولات المجتمعية بلغة تجمع ولا تفرّق، وتستند إلى رصيد روحي ووطني أصيل. وفي هذا الإطار، يلمع اسم الشيخ مولاي رزقي كمال الشرقاوي القادري كأحد الوجوه التي تحظى بتقدير متزايد في أوساط مختلفة، خاصة لدى من يتقنون قراءة التوازنات الدقيقة داخل النسق الوطني العام.

لا يدّعي الشيخ دورًا، ولا يطلب مقامًا، لكنه يسير بهدوء في طريق يعرف أهله أن نهايته قد تكون قرب وليٍّ يُعدّ بدقة لقيادة المستقبل. ومن لا يعرف دهاء الصمت المغربي، قد لا يدرك أن الرسائل لا تُكتب دائمًا بالكلمات، بل تُلقى أحيانًا بنظراتٍ، وتُفهم من حضور شخص في مقامٍ دون آخر.

وإن كان الشيخ مولاي رزقي كمال الشرقاوي القادري يتحرك في مسارات غير رسمية، فإنه لا يفعل ذلك لمصلحة ذاتية أو طموح شخصي، بل لخدمة الوطن في صمت ورفق، واضعًا نصب عينيه صورة المغرب كما يريدها جلالة الملك محمد السادس نصره الله: دولة قوية، بهوية روحية متجذرة، وصوت مسموع بين الأمم. ويكفي أن نشير – كمثال – إلى مرافعته الهادئة والمدروسة عن القضية الوطنية مع شخصيات دينية إيرانية بارزة، حيث قدّم بلغة التصوف المترفعة عن الصراع خطابًا مؤثرًا جعل مواقف بعض تلك الشخصيات تتغيّر بنحو ملحوظ، بل وتوعدت بنقل هذا الفهم المعتدل والمنصف إلى دوائر القرار في طهران. إنها خدمة الوطن من بوابة الروح، لا المصالح، ومن موقع الحكمة، لا منبر الاستعراض.

وهكذا، وبخطى محسوبة، يزرع الشيخ حضوره في الزوايا والمقامات، ويغرس رمزيته في وعي النخب الدولية. وكأن القصر، بحدسه العميق، اختار أن يختبر بذكاء موقع هذا الشاب الروحي في المعادلة القادمة، ليبقى السؤال معلقًا:
هل يُراد للشيخ أن يكون عين الروح بجانب ولي العهد؟

في الختام:

قد يكون من المبكر الحديث عن أدوار رسمية، ولكن من الواضح أن هذا الشيخ المغربي الشاب، الذي يحمل سلالة روحية موصولة، وعقلًا مُنظرا لامعًا، وروحًا وطنية عالية، يستحق أن يُنظر إليه بعين اعتبار… لأن في مثل هؤلاء تكمن استمرارية الدولة، وعنفوان الأمة، وطمأنينة الروح.

خبار عاجل

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...لمعرفة المزيد

موافق