الجلابة” الوزانية… تراث لا مادي

شأنكم28 سبتمبر 2023آخر تحديث : منذ سنة واحدة
شأنكم
اقتصاد
الجلابة” الوزانية… تراث لا مادي

سلام مشاش

تقترن وزان منذ قرون بصناعة الجلابة التقليدية المعروفة بالخرقة الوزانية التي تعود احد الانشطة الرئيسية لفئة عريضة من السكان، وباعتبار تراثا لا ماديا مغربيا من الصف الطبيعي، فان سكان دار الضمانة استبشروا بتسجيلها ضمن قائمة “إيسسكو”، لانتشالها من النسيان، في أفق تصنيفها لدى “اليونيسكو”.

وتعتبر المرأة الوزانية حجز الزاوية، في الحفاظ على هذا اللباس التقليدي من الانذار، وتلعب دورا محوريا في كل مراحل حياكة “الجلابة” الوزانية،حيث تنطلق هذه المراحل الصناعية التقليدية من حي القشريين، حيث تقوم نساء الحي بتنظيف الصوف الخام بسقاية مصممة لهذه الغاية، ويعمدن إلى غسله في العين المشهورة ب”الشرشورة”، وهو المكان الذي ينبع منه ماء زلال على مدار العام، والهدف من هذه العملية تنظيف الصوف وإزالة المواد الطبيعية الغريبة، التي تعيق تصنيعه واستعمالاته كالشحوم والأقذار والشوائب الطبيعية، وتكون طريقة التنظيف بوضع الصوف في حوض خاص لعدة دقائق مع منظف كيميائي وتقليبه ثم يغسل جيدا بالماء لازالة اثر المنظفات، ثم يعصر ويرفض ليجف في الهواء في الهواء طلق او فوق اسطح المنازل.

عملية الغسيل تتم بشكل يدوي وهي في مجملها مقسمة على النساء وتستعمل حسب كل مرحلة مواد للغسيل او للصيانة، بعد اتمام عملية الغسيل، تلعب المراة الوزانية دورا اخر وهو غسل الصوف، وما زالت هذه العملية تتم داخل المنازل وبطرق تقليدية حيث تقوم الغازلة بفك الالتحامات بالصوف وتسريحه وازالة بقايا الشوائب العالقة، بعد ذلك يستعمل المشط التقليدي “القرشال” في عملية تمشيط الصوف، والغاية من ذلك إتمام عملية تقنية الصوف والحصول على شعيرات متفككة ومتوازية وصوف ناعمة جدا، بعد تفكيك الصوف وتمشيطها تبدأ عملية غزله وتستعمل لهذا الغرض الة المغزل لجعل الصوف خيطا، هذا المغزل الذي يمكن استعماله بواسطة اليد يعتبر شكلا متطرورا للمغزل التقليدي، الذي استعملته الجدات منذ سنوات، حتى يصبح خيوطا متناسقة صالحة لصناعة جلابة تكلف الكثير من الجهد والوقت، بعدها تعرضه للبيع في سوق الغزل، في السويقة بالمدينة القديمة.

يشتري الصناع التقليديون الصوف من النساء، ويتكلف الخياطة الوزانيون “الدراز”و”الحياك”بصناعة”جلابة” ودانية، بجودة عالية، لتباع الخرقة الوزانية من طرف الصناع التقلديين بالدلالة التي تجري بسوق الحايك.

وتكون”الدلالة”على شاكلة المزاد العلني، وهنا يتكلف الدلال بالسعي بين حوالي ستة متاجر في مزايدة يغلب عليها التكتم والثقة، في احترام للتقاليد قديمة، كمبرأ باب الله الذي يعني خصم ما يقارب 10 بالمئة من ثمن الخرقة، الذي تحدده الدلالة لفائدة التاجر.

ويتراوح الثمن بين 250 درهما و 7 00 حسب نوعية الخرقة واسم الصانع. المشلول والسلسلة تتراوح اثمانها بين 350 درهم و 600، أما جلباب الحبة و جلباب النمرية تتراوح اثمانها بين 400 درهم و 700 وفيما يخص جلباب نوارة الفول يقول أحمد أن الثمن يتراوح من 18 بين 350 درهم و 600، أما “سدا في سدا” فهي الأقل ثمنا حيث تتراوح بين 250 درهما و 350، وتبقى جلباب “جربية” الأغلى حيث يصل ثمنها إلى 800 درهم. كما يتأثر الثمن بتناوب فصول السنة، إذ تعرف سوق الخرقة الوزانية ركودا ملحوظا،خلال فصل الصيف.

خبار عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق