الجالية المغربية.. رابط تاريخي ومصدر قوة وطنية

عالي Brigui شأنكم11 أغسطس 2025Last Update : 21 ساعة ago
عالي Brigui شأنكم
رأي خاص
الجالية المغربية.. رابط تاريخي ومصدر قوة وطنية

تحتلّ الجالية المغربية المقيمة بالخارج مكانة استثنائية في وعي الدولة ومشاعر الشعب. فهؤلاء المغاربة الذين حملوا اسم الوطن وشاركوا في بناء مجتمعات متعددة حول العالم، ظلّوا — ولا يزالون — جسراً حيوياً يربط بين المملكة وهويتها الثقافية، ومصدراً مهماً للتحويلات الاقتصادية، وللدبلوماسية الشعبية، ولشبكات الاستثمار والمعرفة.

لقد جعل صاحب الجلالة الملك محمد السادس–حفظه الله ورعاه– مراعاة أوضاع الجالية والارتقاء بعلاقتها بالمغرب من أولويات الرعاية الملكية. لم تكن الكلمات وحدها كافية، بل تكرّست هذه الرؤية عبر إطارات سياسية ومؤسساتية تهدف إلى تأمين حقوق المغاربة في الخارج، وتيسير عودتهم، ودعم اندماجهم في بلدان الإقامة مع الحفاظ على هويتهم وروابطهم الوطنية.

وبمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء المظفرة، قام جلالته بإسداء توجيهاته السامية من أجل تنزيل الرؤية الملكية الرامية إلى إحداث تحول جديد في مجال تدبير شؤون الجالية المغربية بالخارج والنهوض بأوضاعها. وقد أعلن في خطابه الموجّه للأمة عن إحداث المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج، كإطار مؤسسي جديد يُعنى بشؤون هذه الفئة من أبناء الوطن، ويعمل على مرافقتها ودعمها وفق مقاربة شاملة ومتكاملة.

ومن مظاهر الاهتمام الملكي المباشر أيضًا العملية المعروفة بـ “مرحبا” التي تُنظّم سنوياً لاستقبال أبناء الجالية عند عودتهم إلى أرض الوطن، حيث تحرص الرعاية الملكية على ضمان انطلاقها ومتابعتها بتنسيقٍ مؤسسي يضمن تسهيلات لوجستية وصحية وأمنية. هذا الاهتمام الميداني يتكامل مع تدخلات شخصية لجلالته في مبادرات اجتماعية وإنسانية تهدف إلى التخفيف من معاناة بعض الأسر، ودعم مشاريع تنموية، ومرافقة حالات استثنائية تتطلب تجاوب الدولة بكل حزم وحنان.

إن اليوم الوطني للجالية المغربية ليس مجرد احتفال رمزي، بل هو محطة سنوية لتجديد العهد مع أبناء الوطن في الخارج، وترسيخ جسور التواصل والتلاحم، وفق رؤية ملكية جعلت من المغاربة المقيمين بالخارج جزءًا لا يتجزأ من حاضر المغرب ومستقبله.

خبار عاجل

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...لمعرفة المزيد

موافق