اختفاء الرياضيين المغاربة في المنافسات الدولية يثير قلقًا متزايدًا حول مستقبل الرياضة الوطنية
تحرير : عالي البريكي
تشهد الرياضة المغربية في السنوات الأخيرة ظاهرة مقلقة تتمثل في اختفاء عدد من الرياضيين خلال مشاركاتهم في البطولات الدولية إذ تحولت هذه الظاهرة إلى مصدر قلق للجهات الرسمية والجمهور الرياضي على حد سواء
ففي أبريل 2022 اختفى ستة تلاميذ رياضيين مغاربة خلال مشاركتهم في بطولة العدو الريفي المدرسي في سلوفاكيا حيث غادروا مقر إقامة البعثة دون سابق إنذار تاركين وراءهم جوازات سفرهم
وفي سبتمبر 2021 اختفى ثلاثة لاعبين من منتخب المغرب لكرة الطائرة لأقل من 21 سنة بعد وصولهم إلى إيطاليا للمشاركة في بطولة العالم حيث لم يظهر لهم أثر بعد ذلك
كما شهدت دورة ألعاب البحر المتوسط في إسبانيا عام 2018 اختفاء ثلاثة رياضيين مغاربة من بينهم لاعب تايكوندو ومصارعان حيث غادروا القرية المتوسطية دون إذن مسبق
هذه الحوادث المتكررة تشير إلى وجود خلل في منظومة التأطير والمتابعة داخل البعثات الرياضية المغربية إذ يرى خبراء أن ضعف آليات الرقابة وغياب التتبع الحقيقي يسهمان في تفاقم هذه الظاهرة
من جهة أخرى يعزو بعض المحللين هذه الظاهرة إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها بعض الرياضيين في المغرب حيث قد تشكل الفوارق في مستوى العيش بين المغرب والدول الأوروبية دافعًا قويًا للهجرة غير النظامية بحثًا عن فرص أفضل
ورغم تكرار هذه الحوادث إلا أن الجهات المعنية لم تقدم توضيحات وافية حول ظروف هذه الاختفاءات أو نتائج التحقيقات التي تُجرى بشأنها مما يزيد من إحباط الجمهور ويعمق الأزمة
لذلك يرى مراقبون أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب مراجعة شاملة للمنظومة الرياضية المغربية تشمل تعزيز التأطير النفسي والقانوني والتربوي للرياضيين قبل وبعد كل مشاركة خارجية بالإضافة إلى تطوير بيئة رياضية تدعم الرياضيين ماديًا ومعنويًا وتمنحهم الاستقرار اللازم للتمثيل المشرف للوطن
في الختام فإن استمرار هذه الظاهرة يسيء إلى سمعة الرياضة المغربية على الساحة الدولية ويستدعي تحركًا عاجلًا من جميع الجهات المعنية لوضع حد لها وضمان تمثيل وطني يليق بمكانة المغرب الرياضي