في إطار الجهود المتواصلة للتصدي لظاهرة تزويج القاصرات، ترأس الأستاذ سعيد بوطويل، وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة، بعد زوال يوم الثلاثاء 17 نونبر 2025، بمقر المحكمة، الاجتماع الدوري التحسيسي الثاني حول مخاطر هذا النوع من الزواج، بحضور عدد من الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين المعنيين بالموضوع.
وفي كلمته الافتتاحية، رحب السيد وكيل الملك بالحضور، مؤكدا أهمية هذا اللقاء الذي يندرج ضمن سلسلة مبادرات قصد تعزيز الوعي الجماعي بمخاطر تزويج الفتاة القاصر، وآثاره السلبية على مستقبلها، خصوصا في الأوساط القروية التي لا تزال خاضعة لسلطة بعض الأعراف الاجتماعية القديمة…
كما أشاد وكيل الملك بالانخراط الإيجابي لمختلف المتدخلين في التصدي لهذه الممارسات، التي تساهم بشكل مباشر في تفشي ظاهرة الهدر المدرسي، محذرا من التداعيات النفسية والاجتماعية التي يخلفها تزويج القاصرات، والتي تمس بشكل خاص الفتيات في المناطق القروية.
وفي سياق أشغال اللقاء، قدمت مداخلة في الشق الإعلامي، أبرزت فيها أهمية بلورة خطة عمل مندمجة لمناهضة زواج القاصر، تنطلق من معالجة الظاهرة في عمقها من خلال مقاربة شمولية تتقاطع فيها الأبعاد القانونية، التربوية، الصحية، النفسية، الاجتماعية، والتوعوية.
وأكدت أن هذه الخطة تقوم على رؤية مجتمعية تعتبر أن زواج القاصرات ليس مجرد قضية فردية، بل تعبير عن اختلالات بنيوية عميقة، تستوجب تعبئة جماعية وإصلاحات متكاملة، بدءا بمراجعة مدونة الأسرة، وتعميم التعليم، وتمكين الأسر، وتغيير التمثلات المجتمعية التي تكرس هذا النوع من الزواج…
ويأتي هذا الاجتماع في سياق وطني متواصل يهدف إلى تعزيز حماية الطفولة، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية، والالتزامات الدولية التي صادق عليها المغرب.
جليلة بنونة
