وادي الذهب.. حين تنتصر البيعة على الجغرافيا

عالي Brigui شأنكم14 أغسطس 2025Last Update : 10 ساعات ago
عالي Brigui شأنكم
رأي خاص
وادي الذهب.. حين تنتصر البيعة على الجغرافيا

في الرابع عشر من غشت، لا يكتفي المغاربة بإحياء ذكرى استرجاع وادي الذهب، بل يستحضرون لحظة فارقة في مسار استكمال الوحدة الترابية، لحظة اختار فيها الإنسان قبل الأرض أن ينتمي، وأن يعلن ولاءه لعرش المملكة، في مشهد نادر تتقاطع فيه السياسة بالتاريخ، والشرعية بالوجدان.

عام 1979، وبعد مفاوضات شاقة أعقبت اتفاقية مدريد، نجحت الدبلوماسية المغربية، بقيادة الملك الراحل الحسن الثاني، في استرجاع إقليم وادي الذهب من موريتانيا. لكن الحدث لم يكن مجرد مكسب سياسي، بل كان تجسيدًا حيًّا لروح البيعة، حين قدم شيوخ وأعيان القبائل بيعتهم الشرعية لأمير المؤمنين، مؤكدين أن الانتماء لا يُقاس بالحدود، بل بالإرادة الجماعية والروابط التاريخية.

هذه الذكرى، التي تلامس وجدان المغاربة، لا تُستحضر فقط لتأريخ الماضي، بل لتأكيد الحاضر واستشراف المستقبل. ففي عهد الملك محمد السادس، تحولت الأقاليم الجنوبية إلى ورش تنموي مفتوح، حيث نُفذت مشاريع ضخمة في البنية التحتية، من طرق وموانئ وسكن وتعليم وصحة، ما جعل المنطقة أكثر جذبًا للاستثمار والسياحة، وأقرب إلى النموذج التنموي المنشود.

إن استرجاع وادي الذهب لم يكن نهاية مسار، بل بداية عهد جديد من البناء والتلاحم، عهدٌ تُكتب فيه السيادة بالإنجاز، وتُترجم فيه الوطنية إلى مشاريع ملموسة تُحسّن حياة المواطن وتُعزز كرامته.

وإذا كانت الجغرافيا قد حاولت أن تفصل، فإن التاريخ المغربي أثبت أن البيعة أقوى من الحدود، وأن صوت المواطن حين يُنصت إليه، يصبح حجر الأساس في بناء وطن لا يُفرّط في ترابه، ولا يتراجع عن تنميته.

خبار عاجل

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...لمعرفة المزيد

موافق