نحو مغرب 2030 ..سرعة واحدة وأفق واحد.

عالي Brigui شأنكم18 أغسطس 2025Last Update : 16 ساعة ago
عالي Brigui شأنكم
رأي خاص
نحو مغرب 2030 ..سرعة واحدة وأفق واحد.

ينطلق المغرب اليوم بخطوات واثقة نحو عهد جديد، بعد أن حدد جلالة الملك محمد السادس حفظه الله في خطاب العرش الأخير ملامح قطيعة مع ماضٍ لم يعد يقبل فيه الوطن السير بسرعتين : مغرب النخبة ومغرب الهامش، مغرب الفرص ومغرب الانتظار، لقد رسم جلالته معالم طريق نحو 2030، طريق تُمحى فيه الفوارق المجالية والاجتماعية، ويُصبح فيها المواطن المغربي قلب المشروع التنموي وروحه.
الرسالة الملكية كانت واضحة : العدالة المجالية والاجتماعية لم تعد ترفًا إصلاحيًا أو شعارًا انتخابيًا، بل أصبحت شرطًا وجوديًا لاستمرار مسيرة التنمية، ومن هنا، تحركت الدولة بسرعة، حيث ترأس وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت اجتماعات رفيعة المستوى مع الولاة والعمال ومسؤولي المؤسسات في مختلف القطاعات، لوضع خطة تنفيذية دقيقة تترجم هذه التوجيهات على الأرض.
الدخول السياسي المقبل سيكون اختبارًا حاسمًا، سواء من خلال الاستحقاقات الانتخابية التي ستفرز حكومة جديدة، أو عبر
قانون مالية يتماشى مع الأهداف الملكية ويجعلها قابلة للتحقق. المرحلة المقبلة ستشهد حكومة تصريف أعمال لفترة محدودة، لكن حكومة ما بعد الانتخابات ستكون أمام امتحان الثقة الشعبي، وعليها أن تُثبت قدرتها على قيادة مغرب يتحرك بسرعة واحدة، يضمن الكرامة لكل مواطن، ويجعل التنمية مشروعًا وطنيًا شاملًا لا يعرف التمييز بين الجهات أو الفئات.
تصور مغرب 2030 لا يقتصر على الطرق السريعة والموانئ العملاقة والمناطق الصناعية الحديثة، بل يمتد إلى المدرسة العمومية التي تفتح أبوابها على مستقبل أفضل، والمستشفى الذي يمنح الخدمة اللائقة دون تمييز، والقرية التي تملك نفس فرص النهوض الاقتصادي التي تملكها العاصمة، هو مغرب يضع الإنسان قبل العمران، ويعتبر الاستثمار في العقول أهم من الاستثمار في الحجر.
إن التحدي الحقيقي لمغرب 2030 هو خلق انسجام وطني يجعل من كل مغربي شريكًا في التنمية، لا مجرد مستفيد منها، هو بناء دولة الفرص المتساوية، حيث تتحول العدالة المجالية والاجتماعية من شعار إلى واقع ملموس، وحيث تُصبح السرعة الواحدة هي القاعدة، لا الاستثناء.

خبار عاجل

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...لمعرفة المزيد

موافق