أكثر من 1400 تلميذ بسلا يدرسون 3 ساعات يوميا والمديرية تخيرهم بين قبول الوضع أو الانتقال

شأنكم3 أكتوبر 2023آخر تحديث : منذ سنة واحدة
شأنكم
أخبار
أكثر من 1400 تلميذ بسلا يدرسون 3 ساعات يوميا والمديرية تخيرهم بين قبول الوضع أو الانتقال

تقليص زمن التعلم بسبب الاكتظاظ

سلا : سلام مشاش

     [ فجر استعمال الزمن لمؤسسة تعليمية بسلا “فضيحة”، بعد حرمان التلاميذ من الدراسة لساعات كافية. وصدم آباء وتلاميذ المؤسسة ذاتها، بحرمان أطفالهم من الدراسة لست ساعات، وعوض ذلك، سيدرسون لثلاث ساعات فقط في اليوم، الأمر الذي أثار جدلا كبيرا، وأخرج الكثير من الأمهات للاحتجاج أمام المؤسسة.

مصادرنا، تحدثت مع أمهات بعض التلاميذ لنقل معاناتهن ومتاعب أطفالهن.]

        مباشرة بعدما وزع استعمال الزمن على تلاميذ مؤسسة أبي بكر الصديق العمومية بسلا، فوجئ أولياء أمورهم، أن مدة بقاء أبنائهم في المؤسسة التعليمية لن تتجاوز ثلاث ساعات في اليوم، متسائلين إن كانت هذه المدة كافية ليستفيدوا من الدروس، إذ ستبدأ الدراسة، حسب ما قررته المؤسسة، في وثيقة تتوفر “الجريدة” على نسخة منها، بالنسبة إلى أحد الأفواج عند الساعة الثالثة بعد الزوال و20 دقيقة، لتنتهي عند الساعة السادسة مساء و20 دقيقة، وفي اليوم الموالي يسمح لهم بالدراسة ابتداء من الساعة 12 زوالا و10 دقائق، وتنتهي عند الساعة الثالثة بعد الزوال و20 دقيقة، ليستمروا على ذلك طيلة أيام الأسبوع.

                                                      أمهات وسط المعاناة

      في أحد الأحياء الشعبية بسلا، توجد مدرسة أبي بكر الصديق، مدرسة تعج بالمشاكل، وتتخبط فيها قبل حتى موسم الدخول المدرسي وتستمر إلى نهايته. أمهات، اضطررن إلى الوقوف أمام المدخل الرئيسي للمدرسة والتعبير عن احتجاجهن، بعدما وضعن أمام خيارين، الموافقة على أن يدرس أطفالهن ثلاث ساعات فقط في اليوم عوض ست ساعات، أو نقلهم إلى مدرسة أخرى، تبعد عن الأولى بكيلومترات كثيرة.

هو خيار صعب، فكيف لهن أن يوافقن على تقليص عدد ساعات دراسة أبنائهن؟ وكيف لهن، أيضا، تحمل عناء إيصال أطفالهن الصغار إلى مدرسة بعيدة وقطع كيلومترات أخرى؟ هناك أمام المدرسة، ينتظرن حلولا أخرى، غير التي وضعت أمامهن، يقفن هناك، عسى أن يجدن الآذان الصاغية لمعاناتهن، أو الضغط على إدارة المدرسة من أجل تغيير قراراتها “التعسفية” بالنسبة إليهن.

“شنو غادي يقراو في هاد ثلاث ساعات؟ راه ما يمكنش”، تقول أم لثلاثة أطفال يدرسن في المؤسسة، في حديث مع “الجريدة” قبل أن تضيف أن الحلول التي وضعتها المؤسسة أمام آباء وأولياء أمور التلاميذ “مجحفة”، مشيرة “لدي ثلاثة أطفال في مستويات مختلفة، فكيف يمكن أن أترك طفلين في هذه المدرسة وأنقل طفلتي الصغيرة التي تدرس في المستوى الأولى ابتدائي إلى مدرسة أخرى بعيدة؟”.

معاناة هذه المرأة تتقاسمها مع مئات أولياء الأمور، الذين اضطروا إلى الموافقة على دراسة أطفالهم ثلاث ساعات فقط، عوض الانتقال إلى مدرسة أخرى بعيدة.

 عرت مصادر “الجريدة”، المشاكل الكثيرة التي تعرفها المؤسسة التعليمية ذاتها، مؤكدة أنه في الوقت الذي تقرر فيه هدم مجموعة من الأقسام، لم توضع خطة لإعادة بناء أخرى، تستقبل التلاميذ لتجنب الاكتظاظ.

وقالت المصادر إنه في ظل الوضع “الكارثي” الذي تعرفه المؤسسة التعليمية، تقرر توزيع التلاميذ على ثلاثة أفواج، وهو ما ترتب عنه حرمانهم من الدراسة لساعات قانونية أي ست ساعات في اليوم.

 وأوضحت المصادر ذاتها أن مديرة المؤسسة التعليمية، التي التحقت بالمؤسسة خلال الموسم الدراسي الحالي، فوجئت بالوضع، ولم تقو على اتخاذ أي قرار يمكن أن يساعد على حل الأزمة، سيما في ظل غياب الميزانية الكافية لبناء أقسام جديدة تعوض التي تم هدمها الموسم الدراسي السابق.

كما تعيش المؤسسة حالة من الفوضى يصعب السيطرة عليها، إذ أن العشرات من التلاميذ الجدد، لم يجدوا أماكن لهم، بعدما رفضت المديرة الجديدة، تسجيلهم لعدم التوفر على المقاعد الكافية، وهو ما يؤكد حرمان تلاميذ آخرين من الدراسة وتعثر الموسم الدراسي بالنسبة إليهم.

                                               12 حجرة لأكثر من 1400 تلميذ

     في ظل الفوضى التي تعرفها المؤسسة، قال لمفضل غراس، رئيس جمعية آباء وأولياء تلاميذ مدرسة أبي بكر الصديق، إن المديرية الإقليمية وضعت مشروعا لتوسعة المؤسسة التعليمية، إلا أن التنفيذ يحتاج إلى بعض الوقت.

وكشف في حديث مع “الجريدة”، أن المؤسسة التعليمية تتوفر على 12 حجرة دراسية فقط، لكن عدد التلاميذ يتجاوز 1400 تلميذ “ليس هناك حل آخر غير الاعتماد على الصيغة الثلاثية أو الانتقال إلى مؤسسات أخرى، في انتظار بدء أشغال التوسعة وانتهائها في أقرب وقت ممكن”، حسب تعبيره.

وأوضح غراس أن المديرية خيرت آباء وأولياء التلاميذ بين تقبل الوضع، والذي تعتبره مؤقتا، أو نقل التلاميذ لمؤسسة تعليمية أخرى، مشيرا إلى أنه نظرا لإكراهات كثيرة، يجد الكثير من أولياء الأمور أنفسهم مضطرين إلى الموافقة على الحل الأول، أي تقليص عدد ساعات الدراسة لأبنائهم عوض نقلهم إلى مؤسسة أخرى.

وأوضح المتحدث ذاته أن ما يحتاج إليه التلاميذ، لتجنب حرمانهم من حقوقهم تنفيذ مشروع التوسعة في أقرب وقت ممكن، أو اعتماد ملحقة تابعة للمؤسسة يمكن أن توضع فيها بعض الحجرات الدراسية لاستقبال التلاميذ، وهو ما قد يمكن من التخلي عن الصيغة الثلاثية في استعمال الزمن.

خبار عاجل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق